حاملات الطائرات الأميركية من فئة فورد لم تعد فعّالة
نشرت مجلة «ناشيونال إنترست» الأميركية مقالاً كتبه براندون وايتشيرت يتحدث فيه عن عدم فاعلية حاملات الطائرات الأميركية، ومما جاء في المقال:
طوّر خصوم الولايات المتحدة الأميركية أنظمة دفاع فعالة وقليلة الكلفة ضد حاملات الطائرات الأميركية من فئة فورد الباهظة الثمن. فكيف يؤثر ذلك على أميركا؟
إن حاملات الطائرات من فئة فورد من الجيل التالي، بما في ذلك يو إس إس جيرالد فورد، ويو إس إس جون إف كينيدي (CVN-79)، ويو إس إس إنتربرايز (CVN-80)، ويو إس إس دوريس ميلر (CVN-81)، مكلفة ومعقدة وتستغرق وقتاً طويلاً في البناء، مما يثير المخاوف بشأن فعاليتها ضد التهديدات الحديثة.
ومع ذلك تواصل البحرية الأميركية اعتمادها على حاملات الطائرات، باعتبارها عنصراً أساسياً في فرض القوة العالمية منذ الحرب العالمية الثانية. لكن هذه الحاملات تواجه تحديات كبيرة من الخصوم الذين يعملون على تطوير أنظمة متقدّمة مضادة للطائرات وقادرة على تهديد هذه القواعد الجوية العائمة الباهظة الثمن والضعيفة.
وتستغرق هذه الحاملات وقتاً طويلاً لبنائها وهي مكلفة للغاية.
هل يؤدي هوس البحرية الأميركية بحاملات الطائرات إلى نقاط ضعف استراتيجية؟
لا تستطيع البحرية الأميركية أن تتخلى عن حبها لحاملات الطائرات. ومنذ الحرب العالمية الثانية، كانت السفن السطحيّة هي مركز أسطول البحرية الأميركية. ولا تزال البحرية (وأنصارها في الكونغرس) حتى اليوم تعمل كما لو كنا لا نزال في عام 1999. ولا توجد تحدّيات حقيقية للهيمنة العسكرية الأميركية.
لقد ركّزت الصين على حرمان الأميركيين من منصة إسقاط قوتهم البحرية الأولى: حاملة الطائرات. وتخطّط الصين للقيام بذلك بفضل ترسانتها القوية من أنظمة الدفاع الجوي/ الحرمان من المنطقة (A2/AD) القادرة على إغراق حاملة الطائرات أو إلحاق أضرار جسيمة بها في بداية أي صراع بين الصين والولايات المتحدة.
وهذه الأنظمة أرخص بكثير وأسهل في الاستبدال من حاملة الطائرات الأميركية. وهذا أحد الأسباب التي دفعت الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية إلى استثمار مبالغ ضخمة في قدراتها في مجال منع الوصول إلى المناطق. ويخلق اختلال التوازن في التكاليف اختلالاً استراتيجياً من المرجح أن يصبّ في مصلحة الجيوش الصينية والروسية والكورية الشمالية والإيرانية إذا ما حدث أي مواجهة بين قدراتها في مجال منع الوصول إلى المناطق من جهة والأسلحة الأميركية من جهة أخرى.
وتبني البحرية الأميركية حاملات فورد ببطء لاستبدال 11 حاملة طائرات تعمل بالطاقة النووية من فئة نيميتز. وحتى الآن نشرت البحرية حاملة طائرات واحدة من فئة يو إس إس جيرالد فورد في عام 2021. وبلغت كلفتها 13 مليار دولار واستغرق إخراجها من حوض السفن 10 سنوات، ومع ذلك تمّ اكتشاف مشكلات فنية فيها. وتعتزم نشر الوحدة التالية يو إس إس جون إف كينيدي في عام 2025، بينما ستكون يو إس إس دوريس ميلر متاحة في 2032.
ويختم كاتب المقال: إننا نعيش في عصر حيث ستتجاوز مدفوعات الفائدة على الدين الوطني قريباً ميزانية الدفاع الأميركية التي تبلغ حوالي تريليون دولار. إن الاستمرار في بناء أنظمة قديمة، مثل حاملات الطائرات، في حين طوّر خصومنا طرقاً أرخص لإلغاء فعالية حاملات الطائرات في القتال الحديث، ليس مجرد انحطاط، بل إنه غير مسؤول وقد يؤدي إلى خسارة الولايات المتحدة للحرب.