«حلم إسرائيل الكبرى فرصة لن تتكرّر»…!

‬ عمر عبد القادر غندور*

لم يعد ممكناً تفسير ما حصل في غزة وما يحصل في لبنان بالعقلانية او من خلال ما يفرضه القانون الذي بات «حبراً على ورق»!
وإذ يتجاوز الإجرام حالياً بحق لبنان وشعبه المعقول واللامعقول على أنقاض الخطوط الحمراء والصفراء وكلّ الألوان، وتدمّر القيَم الإنسانية على مرأى من العالم المتحضّر وغير المتحضّر، ويتمّ حالياً إخلاء الجنوب اللبناني من أبناء الأرض من شمال الليطاني، بينما دولة القتل الصهيونية تواصل اغتيال كافة المناطق اللبنانية حتى بلغت شمال الأوّلي ونهر الكلب لتطال كلّ مكان من لبنان، وسط صمت الدول العربية والإسلامية وتماماً كما حصل في غزة.
ويقول وزير المالية في حكومة العدو بتسلئيل سموتريتش «إنّ حدود إسرائيل يجب ان تمتدّ إلى العاصمة السورية دمشق، وعلى إسرائيل الاستيلاء أيضاً على الضفة الشرقية من نهر الأردن».
ويكرّر المتطرف سموتريتش (وكلّهم متطرّفون) «إنّ إسرائيل الكبرى ستضمّ أجزاء من لبنان وسورية والأردن والعراق ومصر والسعودية، وستنشأ عدة دول «وكيلة» ممن يتعاطف مع إسرائيل»! ويستند مروّجو هذه الأوهام الى نصوص في التوراة.
ويبدو انّ الإعلان عن تلك الأوهام يتزايد مع كلّ حرب تدخلها «إسرائيل» حيث تتصاعد حماسة هؤلاء لتحقيق أهدافهم الدفينة!
ويقول سموتريتش انّ ما يُسمّى الشعب الفلسطيني هو بدعة تمّ اختراعها قبل مئة عام لمحاربة المشروع الصهيوني على أرض فلسطين!!!
ويقول موقع دراسات العولمة الأميركي (غلوبال ديميرش) «ان إسرائيل الكبرى تشكل حجر الزاوية في سياسات القوى السياسية الصهيونية الممثلة في حكومة نتنياهو الحالية»، ويوضح «أنّ إقامة إسرائيل الكبرى تتطلب تفتيت الدول العربية القائمة حالياً الى دويلات صغيرة تعتمد على دولة إسرائيل! على أن يتمّ تقسيم الدول العربية وغيرها الى أسس عرقية او طائفية وفقاً لحالة كلّ دولة»!
وبالعودة إلى لبنان الذي يشهد تتمة الحرب «الإسرائيلية» الكبرى بعد غزة والتي بدأت فعلياً يوم نفذت جريمة تفجير أجهزة الـ «بايجر» ووسائل الاتصالات اللاسلكية التي أصابت الالاف من اللبنانيين، وهي مستمرة الى اليوم بضراوة وتوحّش، يواصل العديد من المتباكين على لبنان، تحميل المقاومة مسؤولية الحرب الإسرائيلية على لبنان، والادّعاء انّ «إسرائيل» ما كانت لتهاجم لبنان لو لم تعلن المقاومة قيام جبهة المساندة ووحدة الساحات!! وهذا محض افتراء وقصور وتغطية وتبرير لما تقوم به «إسرائيل» التي وجدت في مواقف بعض الدول المحيطة بها الفرصة السانحة التي لن تتكرّر مرة ثانية…

*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي