أمين في بكركي … وسامي في باريس الجميّل: تكثيف الجهود لإتمام الاستحقاق وعـدم حصول الفراغ

لن يختلف مصير جلسة الخميس عن سابقاتها لجهة عدم تأمين النصاب، طالما رئيس حزب «القوات» سمير جعجع مرشح للرئاسة الأولى. وبدأ الجميع يهوّل بالفراغ الرئاسي مع انتهاء المهلة الدستورية في 25 آيار الجاري، مع فشل المساعي والاتصالات في التوصل إلى حدّ أدنى من التوافق على شخص الرئيس.

وفيما عقد لقاء بين الرئيس سعد الدين الحريري والنائب سامي الجميّل في باريس للبحث في الاستحقاق الرئاسي، تحرك مدير مكتب الحريري في بيروت نادر الحريري الذي عاد من فرنسا أول من أمس، باتجاه بكركي حيث التقى البطريرك الماروني بشارة الراعي بحضور الرئيس أمين الجميّل، ويأتي ذلك استكمالاً للقاء الذي عقد في باريس بين البطريرك الماروني والرئيس الحريري.

الجميّل

ومن بكركي، شدّد الرئيس الجميّل على أنّ الزيارة لإطلاع البطريرك الماروني على نتيجة الاتصالات التي قام بها في الآونة الأخيرة، مشدداً على «ضرورة إتمام الاستحقاق الرئاسي في موعده الدستوري». ولفت الجميّل إلى «أنّ للفراغ نتائج وخيمة على مستقبل المؤسسات، وأنّ هناك مسؤولية على كلّ القيادات اللبنانية لإتمام انتخابات الرئاسة ومنع حصول الفراغ لأنه مدمّر».

وقال الجميّل: «لست من رأي أنّ الفراغ أمر طبيعي أو غير خطير، بل اعتبره خطيراً جداً ومدمّراً وانتحارياً لمستقبل المؤسسات في البلد، لأنه إذا لم يحصل انتخاب في 25 أيار، فلا أعرف إذا كنّا سننجح في إجراء هذا الاستحقاق في 25 حزيران أو 25 آب».

وأكد أن لا خلاص لهذا البلد إلاّ إذا اجتمعت كلّ مكوّناته مع بعضها البعض، ولا أحد يستطيع أن يُنقذ البلد منفرداً، الضاحية الجنوبيّة ليست خارج إطار الجغرافيا اللّبنانيّة ولا يمكن أن نفكّر لحظةً بذلك، يهمّنا أنّ تتحمّل جميع مكوّنات المجتمع اللّبنانيّ مسؤوليّاتها في هذه المرحلة، وما نسعى إليه هو التّواصل بين الجميع كي ننتشل البلد من هذا المستنقع الذي يتخبّط فيه منذ سنوات.

وهاب

ومن الرابية، وبعد لقائه رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون، اعتبر الوزير السابق وئام وهاب «أنه إذا لم تحصل عجيبة ما لغاية 25 أيار فسوف نذهب إلى فترة فراغ رئاسي يتحمّل مسؤوليته الفريق الذي لم يبادر جدياً بعد إلى طرح مرشح حقيقي لرئاسة الجمهورية، أو لكيفية إنقاذ الجمهورية عبر انتخاب رئيس جدي، رئيس يستطيع إصلاح ما خرّب في السنوات الماضية في العهد الذي قاربنا على نهايته وفي السنوات التي سبقته من فوضى».

وأضاف: «هناك من يتحدث عن إمكانية التمديد للرئيس ميشال سليمان، وليس هناك من مبرّر لذلك. بقي من عهده 13 يوماً ويصبح بعدها مغتصِباً للسلطة إذا بقي في القصر الجمهوري. لا اعتقد أنه يستطيع أن يستمر ولا حتى دقيقة واحدة بعد عهده. يكفي ما تحمله لبنان في عهده من تعطيل لكل شيء وهو كما ساهم في تراجع المؤسسة العسكرية، ساهم أيضاً في تراجع الجمهورية والدولة عندما تسلمها. يكفي ما تحمّل اللبنانيون من هذا العهد الذي لم يقم بإنجازات. كان الرئيس في الوقت الميّت الذي انعكس على أداء كلّ الدولة في لبنان».

وقال وهاب: «نحن نطرح الجنرال عون رغم أنّ العماد عون ليس جزءاً من 8 آذار، ولكننا نطرح مشروعاً لإنقاذ الجمهورية، هو مشروع لبناء بلد ولا نتحدث عن أشخاص، هل هم جاهزون ليتحدثوا عن مشروع لإنقاذ الجمهورية؟ العماد عون ليس مرشحاً، هو رئيس ولن يكون مرشحاً، فالبازار الذي حاولوا أن يدخلوا به، في أن يكون سمير جعجع وبالمقابل العماد عون، ولن يكون أي منهما رئيساً ثم نأتي بأحد آخر، فهذه اللعبة لم تمش».

حلو

إلى ذلك، أطلع النائب هنري حلو رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي في عين التينة على أجواء ترشحه لانتخابات الرئاسة، والأهداف والأسباب التي جعلته يترشح»، وأسف لأنّ «الوضع لم يتغيّر، وبالتالي من غير المعروف ما إذا سيكون النصاب مؤمّناً في جلسة الخميس المقبل في ظلّ الانقسام المستمرّ». وأمل لو كانت المقاطعة لقطع الطريق أمام الفراغ لأننا ذاهبون نحو المجهول والخطر إذا وصلنا إلى 24 أيار من دون انتخاب رئيس».

وقال: «لمسنا مرونة منذ يومين من مواقف رئيس حزب «القوّات» سمير جعجع ومن اللقاءات التي يجريها الرئيس أمين الجميّل، ونأمل التوصل إلى نتيجة، لأنّ لا خيار لنا في هذا البلد إلا التوافق والحوار والتلاقي بين كل اللبنانيين».

فتفت

واستغرب عضو كتلة المستقبل النائب أحمد فتفت طرح التمديد للرئيس ميشال سليمان، «لأنه إذا أمكن جمع 86 نائباً لتعديل الدستور فمن الأفضل جمعهم لانتخاب رئيس الجمهورية»، معرباًً عن شكه في «أنّ قوى 8 آذار مستعدة لهذا الخيار لأن هذا سيضغط عليها بعد 25 أيار، لذلك فإن هذا الأمر مستبعد كلياً من الناحية السياسية والدستورية، ورئيس الجمهورية ليس في وارد قبول مثل هذا الموضوع». وقال فتفت: «الأيام العشرة قبل 25 أيار ستكون عامل ضغط نفسي وسياسي، وعلى الجميع المبادرة لإيجاد الحلول المناسبة لهذه الازمة الوطنية، لأنه بعد 25 أيار سيكون الضغط سلبي».

حوري

كما لاحظ عضو كتلة المستقبل النائب عمار حوري «أنّ كلّ المؤشرات في موضوع الاستحقاق الرئاسي ليست مشجعة وهناك مراوحة في هذه العملية».

وأسف لـ«أنّ الواقع يشير إلى أن الأمور سائرة بين الفراغ أو الشغور إذا جاز التعبير وبين انتخاب رئيس جديد للجمهورية بغض النظر عن الاسم، أضف إلى ذلك، نحن سندخل في الأيام العشرة الأخيرة في المهلة الفاصلة عن انتهاء ولاية الرئيس ووجوب استيلام رئيس جديد للبلاد، وحتى هذه اللحظة كلّ المؤشرات ليست مشجعة».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى