هل يمكن للاحتلال القبول بفصل لبنان وغزة؟
– يجري التداول كثيراً بسؤال يُطرح بوجه المقاومة اللبنانية حول قبول أو رفض الفصل بين جبهتي لبنان وغزة، من خلال وقف إطلاق نار على الجبهة اللبنانية بينما الحرب مستمرّة على غزة بخلاف ما تعهّدت به المقاومة من ربط وقف إطلاق النار على جبهة لبنان بإنهاء الحرب على غزة؟
– ما شهده لبنان من ضربات لحقت بالمقاومة ومن إعلان حرب كاملة لتدمير لبنان من جيش الاحتلال وسعي لفرض شروط سياسية وأمنية على لبنان لا علاقة لها بواقع جبهة إسناد غزة من لبنان، استدعى من المقاومة تعديل تكتيكاتها، لكن استراتيجيتها لم تتغيّر والتزامها تجاه غزة لم يتبدّل.
– لدى المقاومة اللبنانية ما يكفي من الأسباب للقناعة بأن الاحتلال لا يستطيع القبول بوقف النار على جبهة لبنان دون الحصول على مكاسب وامتيازات تتصل بمشروعه الاستراتيجي وليس بمسار حربه على غزة، وأهمها ما يعبّر عنه قادة الكيان من سعي لتعديل القرار 1701 والحصول على صلاحيات الملاحقة والمطاردة البرية للمقاومة داخل الأراضي اللبنانية والتغاضي عن استمرار احتلالها للأراضي اللبنانية وانتهاكها للأجواء والمياه اللبنانية بداعي الضرورات الأمنيّة والتحقق من عدم تسليح المقاومة. وهذه التطلعات تفتح أمام المقاومة فرصة تشكيل جبهة لبنانية واسعة للدفاع عن السيادة الوطنية اللبنانية تحت سقف وقف إطلاق النار والقرار 1701 دون تعديل. واصطفاف المقاومة تحت هذا السقف مبنيّ على يقين باستحالة قبوله من كيان الاحتلال بعدما تضخّم كثيراً استثماره في الحرب على المقاومة في لبنان وزادت أكلافه كثيراً سواء عبر أكلاف الحرب البرية أو استهداف المقاومة عمق الكيان بالصواريخ والطائرات المسيّرة، والاحتلال لن يتراجع عن السعي لتحقيق مكاسب على حساب السيادة اللبنانية يبرّر بها حجم الأثمان التي تكبّدها إلا مرغماً، أي عندما يُهزم.
– إذا وصل الكيان للاضطرار بقبول وقف إطلاق نار والقرار 1701 دون تعديل، أي ما يضمن انسحابه من الأراضي اللبنانية المحتلة ووقف انتهاكه للأجواء والمياه اللبنانية فهو لا يستطيع أن يفعل ذلك ويترك حربه في غزة مستمرة، وهناك ملف الأسرى والسؤال الذي ينتظره: لماذا تقبل في لبنان إنهاء الحرب دون مكاسب رغم الخسائر وتواصل الحرب في غزة والأسرى معرضون للموت هناك؟
– أما أن يكون الكيان قوياً ففي هذه الحالة يواصل حربه على لبنان، أو أن يضعف وفي هذه الحالة يوقف حربه على لبنان وغزة بأقل الخسائر. وفي هذه الحالة الأفضل له أن يذهب من بوابة غزة، لأنها خارج مظلة مجلس الأمن وتوازناته وتحت مظلة أميركيّة خالصة، ووحدها تضمن إذا توقفت توقف سائر الجبهات.
– المقاومة تقول في كل مواقف قادتها إنّها ملتزمة بغزة، لكنها ليست مضطرة للشرح التفصيلي كيف سوف يتحقق ذلك، وما دامت الحرب مستمرّة على الجبهتين فلا داعي للقلق، وعندما يرى أحد وقفاً للنار في جبهة لبنان دون جبهة غزة، فليسأل المقاومة كيف حدث هذا؟