زفاف الزميلة رنا داغر… غير!
لأنّ السوريين أثبتوا للعالم أنّهم روّادَ خلْق الفرح من رحم الأحزان، وأنّهم ـ على رغم كلّ الظروف والحروب والتآمر ـ شعب يحبّ الحياة، ويهوى الانبعاث من تحت الركام. لأجل هذا كلّه، وكُرمى لتضحيات شهداء الجيش السوري الباسل، أرادت الزميلة رنا داغر، مقدّمة البرامج في الفضائية السورية وفي إذاعة «صوت الشعب» السورية، أن يكون حفل زفافها استثنائياً… وغير!
زفاف الزميلة رنا لم يشهد حفلاً اعتيادياً، ولا زفّةً أو موسيقى أو حفلة غنائية، ولا رقصاً ولا أهازيج وزغاريد، إنما كان احتفالاً مع جنود الجيش السوري على الحواجز من قلب أقدم مدينة لا تزال مأهولة في التاريخ ـ دمشق، إلى عروس الساحل اللاذقية.
ففي تمام الساعة التاسعة والنصف من صباح يوم الثلاثاء الماضي، شهدت ساحة الأمويين عروساً بأبيضها الناصع الذي زيّنته باقةُ ورد على شكل العلم السوري، وأيقونةٌ فيها رسم شقيق العروس الشهيد مجد داغر. ثم انتقل العروسان ومن معهما إلى الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، وتحديداً إلى استديو الموسيقى، حيث شهدت إذاعة «صوت الشعب» ـ للمرّة الأولى، مذيعةً تخرج عروساً من أروقتها.
وفي تمام الساعة 12، كان الانطلاق من دمشق باتّجاه اللاذقية. وعند كلّ حاجز للجيش، كان الموكب يترجّل لالتقاط الصور مع حماة الديار.
تقول رنا في حديث خاص إلى «البناء»: «لي الفخر كلّ الفخر أن أحيي عرسي مع جيشنا البطل، وأن تكتمل فرحتي مع كلّ بسمةٍ ترتسم على ثغر جنديّ سوريّ يدافع كلّ يوم عن بلدي».
وتضيف: «لم أودّ أن يكون عرسي كالمعتاد، حفلةً موسيقية وصخباً وما إلى ذلك، كي لا أجرح مشاعر أيّ أسرة شهيد. وفي الوقت ذاته كان الإصرار على ارتداء الفستان الأبيض كدلالة على أننا شعب يحبّ الحياة، ويحبّ الموت متى كان الموت طريقاً إلى الحياة».
وتختم مع إصرار على أن يكون الختام باللهجة الشامية: «سوا رح نبقى، سوا إيد بإيد مع جيشنا السوري البطل حتّى النصر».