دبوس
فلسفة المجازر
أحد جزّاري المرحلة الأولى في مخاض إنشاء هذا الكيان اللقيط، مناحيم بيغن، يقول في مذكراته «لولا مجزرة دير ياسين، لما قامت إسرائيل»…!
في مرحلة إنشاء الكيان، يسجل مدوّنو التاريخ أنّ عصابات الكيان التي تحوّلت الى جيش في ما بعد، ارتكبت عشرات المجازر إنْ لم نقل المئات في فلسطين ولبنان لإدخال الرعب في نفوس السكان البسطاء العزّل وإجبارهم من ثمّ على الهرب خوفاً من القتل، أما الآن، ومع تطوّر تكنولوجيا القتل التي أبدع فيها هذا المخلوق الشيطاني، فإنّ المجازر تعدّ بالآلاف…!
لست أدري كيف يمكن لأولئك الذين يمدّون أيديهم لهذا الكيان الذي يدعو الى قتل الجميع، ويستبيح دماءهم، او في أفضل الأحوال استعبادهم، ويعتبر إلغاء وجود الآخر، أو الغوييم، جزءاً لا يتجزّأ من عقيدته الراسخة في صميم فكره الشاذ وفي كلّ الطبقات الجيلية لبنائه السكاني المارق المجرم، البارحة، وعلى كلّ قنوات البث التلفازي في الكيان، ظهر أحد المستوطنين التلموديين، يقف على منصة الميكروفون، وحوله مجاميع من هؤلاء المعتوهين، وهو يؤبّن ويرثي شقيقه الجندي في جيشهم المجرم، والذي قُتل على يد المجاهدين، قائلاً، «لقد أتينا الى هنا (أرض الميعاد)، لنقتل ونذبح هؤلاء العرب، وها أنذا أجد نفسي، بدلاً من الاحتفال بقتلهم، أنعى شقيقي وألقي بجسده الميت تحت التراب، هذه هي عقائدهم، وهذا هو تركيبهم الفكري والهرطقات التلمودية التي تربّوا عليها، وتتكدّس في أدمغتهم العفنة، إذ يقبع قتل الآخر في صميم ايديولوجيتهم.
لا يمكن لأيّ عاقل لديه ذرة من النهج المنطقي ان يقيم علاقة تطبيعية مع عدو يعتبر القتل وارتكاب المجازر وسرقة الأراضي عقيدةً وديناً سماوياً ينتهجه ويراه أمراً مقدّساً، يقول جابوتنسكي أحد منظري شعب الشيطان المختار، ما لا يتحقق بالقوة، نحققه بمزيد من القوة، ونقول له، ما لا يتحقق بالمقاومة، نحققه بمزيد من المقاومة…
سميح التايه