أخيرة

دردشة صباحية

 

جمال عبد الناصر والأرض والمسجد الأقصى

 

 يكتبها الياس عشي

 

إثر هزيمة العرب في حرب حزيران (1967)، طغتْ «إسرائيل»، وتجبّرت، وراحت تعبث بالأرض والمقدسات، وراحت تشيع، عبر وسائل الإعلام، أخباراً تدور حول جبن العرب، وجهلهم، ففقد المواطن العربي حضوره اللائق في المجتمعات الغربية.
في هذا الجوّ المشحون بأسطورة «الجيش الذي لا يُقهر»، افتعلت «إسرائيل» حريقاً في المسجد الأقصى. تعالت الأصوات، وتنادى العرب والمسلمون لعقد قّمّة إسلامية للتنديد بهذه الجريمة (1968).
يومها رفض جمال عبد الناصر حضور هذه القمّة مستغرباً ومستهجناً الدعوة إليها، في حين لم يتحرّك ولم يدعُ أحدٌ قط، لانعقادها يوم احتلّت «إسرائيلُ» سيناءَ والجولان والضفّة!
تساءل جمال عبد الناصر:
«هل إحراق المسجد الأقصى أهمّ من احتلال الأرض، وتشريد مئات الألوف، وقتل الألوف، وإقامة دولة يهودية حدودها «من الفرات إلى النيل»؟
لم يذهب جمال عبد الناصر إلى القمّة، لقد رأى، بكلّ بساطة، أنّ المسجد الأقصى، كما كنيسة القيامة، هما جزء من الأرض المستباحة، وليسا الأرض بكاملها.
يبدو أنّ الرئيس جمال عبد الناصر، قد وعى ما قاله المتنبي:
إذا كنتَ ترضى أن تعيشَ بذلّةٍ
فلا تستعدَّنَّ الحسامَ اليمانيا
فما ينفعُ الأُسْدَ الحياءُ من الطوى
ولا تُتَّقى حتى تكونَ ضواريا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى