دردشة صباحية
إمّا أن نتحرك الآن
أو فلنخرسْ إلى الأبد
يكتبها الياس عشّي
الهامش الثالث:
(…)
من خلال ذلك كلّه أرى أنّ العولمة ليست بهذه البراءة التي يتحدّث عنها منظرو الثقافة الغربية. إنّ العولمة ليست صراع حضارات، إنها باختصار: وضع اليد من جديد على ثروات الأمم والدول الصغيرة، أو الدول التي تعاني من مشاكلَ داخلية، أو الشعوب التي تحاول أن يكون لها حضور قومي وثقافي مميّزان.
وإذا كان بن لادن قد استطاع أن يهزّ الأمن القومي في الولايات المتحدة الأميركية، وأن يزرع الرعب في كلّ شارع من شوارع العالم، إلّا أنه، أيضاً، أعطى الحجّة للإمبراطورية الأميركية كي تعجّل في تنفيذ برنامجها الاستعماري المعد، أصلاً، قبل الحادي عشر من أيلول، وأعطى الفرصة للدولة العبرية كي تزيد من غطرستها، فتدمّر، وتقتل، وتحتلّ، دون أن يرتفع صوت في أوروپا يندّد بما يجري. وذلك كلّه تحت غطاء محاربة الإسلاميين المتطرفين. حتى أوروپا ما عادت قادرة على الصّراخ في وجه «إسرائيل» أو في وجه أميركا!
السؤال: ماذا فعل العرب، حتى الآن، لمواجهة هذه العودة المتوحّشة؟
الجواب: لا شيء… ما زال معظمهم ينامون في الكهف، وما زالوا يفسّرون ما جرى في الحادي عشر من أيلول تفسيرات طوباويّة، أو تفسيرات بعيدة عن الواقع.
أقلّ ما يجب أن يفعله العرب في هذه الحرب المكشوفة، أن يتّحدوا، ويبرمجوا، لتكون لهم رؤية واضحة لعالم اليوم، وقراءة صحيحة للعولمة، وأسلوب إبداعي ومباشر لمواجهة حملة التدمير التي تقودها أميركا و»إسرائيل» ضد العالم العربي.
*نشر هذا المقال في هوامشه الثلاثة بتاريخ 29/11/2002 ولم تبدّل به كلمة واحدة.