قاسم: الميدان وحده يوقف الحرب و«إسرائيل» ستصرخ من الصواريخِ والطائرات
أوضحَ الأمين العام لحزبِ الله الشيخ نعيم قاسم أنَّ «قناعتنا هي أنَّ أمراً واحداً يوقف الحرب وهو الميدان»، مؤكّداً أنَّ «إسرائيل ستصرخ من الصواريخ والطائرات ولا يوجد مكانٌ في الكيان ممنوع على الطائرات والصواريخ» وقال «الأيّام الماضية كانت نموذجاً وما سيحصل سيكون أكثر وأكثر، ولن نبني وقفَ العدوان على حراكٍ سياسيّ ولن نستجديَ وسنجعل العدوَّ هو الذي يطالب بوقف النار».
مواقف قاسم جاءت في كلمة متلفزة له أمس، لمناسبة ذكرى أربعين السيّد الشهيد حسن نصر الله الذي وصفه بأنّه «قائدٌ قدوة، مربٍّ ملهم، شجاع مقدام، علم في مدرسة الولاية، راية لتحرير فلسطين، كلماته نور هداية، مواقفه نهج الحياة العزيزة، سكنَ القلوب في أصقاع الأرض كرمزٍ للمقاومة، عرّفه إمامنا القائد الإمام الخامنئي قائلاً عنه «هو لا مثيل له»، وهذا تعريفٌ عظيم».
وأشار الشيخ قاسم إلى أنَّ السيّد نصرالله «بنى حزباً مقاوماً يجمع شرائحَ المجتمع بأسرِها، هو حزب الكبار والصغار والنساء والشيوخ والعجَزة، هو حزب الأحرار والمقاومين والشرفاء، هو حزبٌ المثقفين والعاملين وكلّ شخص يمكن أن يكون جزءاً لا يتجزّأ من هذا الحزب الذي بناه هذا القائد العظيم».
وأضافَ «هو حزبٌ يقاوم ويعمل لبناء الوطن، يقاوم في مواجهة العدوّ الإسرائيليّ ويعمل لبناءِ الوطن في الواقع السياسيّ الداخليّ وفي كلِّ المؤسَّسات التي ترتبط بهذا الواقع، حزبٌ له هيكليّة منظَّمة وامتداده في كلِّ الميادين، الثقافيّة والسياسيّة والجهاديّة والاجتماعيّة والتربويّة والاستشفائيّة وفي كل الميادين، هذا الحزب الذي بناه يعمل».
ولفتَ إلى «أنَّ المقاومةَ في هذا الحزب أساسٌ متينٌ عدداً وقوّةً وتخصّصاً وإيماناً وشجاعة وتحدّياً لأعتى الأعداء، لقد أحيانا في حياتنا، وأحيانا في مماته، سيبقى حيّاً في شهادته، سيستمرّ معنا ونستمرّ معه وستبقى المقاومة وتكبر وتكبر».
وتطرّقَ قاسم إلى تطوّرات الأوضاع الميدانيّة والسياسيّة فأشارَ إلى «أنَّنا أمامَ حربٍ إسرائيليّة عدوانيّة على لبنان، بدأت منذ شهر و10 أيام تقريباً، لم يعد مهمّاً كيف بدأت وما هي الذرائع، المهمّ هو أنّنا أمامَ عدوان يقول عنه رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو أنّه لا يحدّد موعداً لنهاية الحرب، بل يضع أهدافاً واضحةً للانتصار فيها»، مشيراً إلى أنَّ نتنياهو حدّدَ أهدافه بعد لقائه مع الموفد الأميركيّ آموس هوكشتاين «حيث قال إنَّنا نغيّر وجهَ الشرقِ الأوسط».
ورأى قاسم أنَّ «نتنياهو أمامَ مشروعٍ كبيرٍ جدّاً يتخطّى غزّة وفلسطين ولبنان إلى الشرق الأوسط، أمّا خطوات هذا المشروع من خلال الحرب على لبنان فهي: إنهاء وجود حزب الله، احتلال لبنان ولو عن بعد وجعله شبيه بالضفّة الغربيّة، العمل على خارطة الشرق الأوسَط».
وأضاف «هذه الخطوات أرادها وبدأ بالحربِ على لبنان لينجزَ الخطّة الأولى، نحن منذ العام 2006، بعد عدوان تمّوز نستعدّ بكلِّ أنواع الاستعداد لأنَّنا نتوقّع هذه النتيجة التي وصلنا إليها، ونحن الآن في حالة دفاعيّة لمواجهةِ هذا العدوان والأهداف التوسعيّة التي أرادها العدو، وهو توقَّع أن ينهي المرحلة الأولى، أي إنهاء حزب الله، في عملية البيجر واللاسلكي واغتيال القيادات، ما يسهّل عليه اجتياحَ لبنان، ولذلك أحضرَ خمس فرق عسكريّة إلى الحدود».
واعتبرَ أنَّ «العدوّ لم يلتفت ولم يعرف أنَّه يواجه مقاومة لديها ثلاثة عوامل قوّة أساسيّة هي: المقاومون والحزب يحملون عقيدة إسلاميّة صلبة وراسخة تجعلهم يقفون مع الحقّ والثبات والتحرير والاستقلال والعزّة والكرامة بشكل لا يمكن أن يزعزعهم شيء، ثانياً، المقاومون أعاروا جماجمهم إلى الله وكلهم استشهاديّون لا يخافون الموت، ثالثاً، الاستعدادات التي قمنا بها من إمكانات وسلاح وتدريب».
ولفت إلى أنَّ «الإسرائيليّ في المقابل، لديه ثلاثة عوامل قوّة: الإبادة وقتل المدنيين والظلم والاحتلال والتصرّف بوحشيّة، قدرة جويّة استثنائيّة وبالتالي هو يتحكّم بالجوّ ولديه شبكة الاتصالات أيضاً والأميركيّ يعطي الإسرائيليّ كلَّ ما يريد، إحضار 5 فرق على الحدود بحيث أنّ هذا الجيش يفترض أن يقدّم نتيجة كبيرة جداً، وعنصر القوّة الذي ينتفع به الإسرائيليّ هو الطائرات».
وأكَّد أنَّ «قناعتنا هي أنَّ أمراً واحداً هو الذي يوقف الحرب هو الميدان بقسميه: الحدود والجبهة الداخليّة الإسرائيليّة وأن تصل إليها الصواريخ والمسيّرات حتّى تدفع ثمناً حقيقيّاً وتعلم أن هذه الحرب ليست قابلة لأن ينجح فيها الإسرائيليّ، وبالنسبة إلى الحدود، يوجد لدينا عشرات الآلاف من المجاهدين المقاومين المدّرَبين الذين يستيطعون المواجهة والثبات، والإمكانات متوافرة سواء في المخازن وبطرق متعدّدة، وهي قادرة أن تمدّنا لفترة طويلة».
وأضاف «بالنسبة إلى الجبهة الداخلية، ستصرخ إسرائيل من الصواريخ والطائرات ولا يوجد مكان في الكيان ممنوع من الطائرات والصواريخ، والأيّام الماضية كانت نموذجاً وما سيحصل سيكون أكثر وأكثر، ولن نبني وقف العدوان على حراكِ سياسيّ ولن نستجديَ وسنجعل العدوّ هو الذي يطالب بوقف النار، لأنَّ كل العوامل الأخرى لا تنفع».
وقال «نحن لا نبني على الانتخابات الأميركيّة والموضوع لا قيمة له، ولا نعوّل على الحراك السياسيّ العام، ولا نعوّل على اكتفاء نتنياهو ببعض المكتسبات، وسنجعله يدرك أنَّه في الميدان خاسر».
وشدَّدَ على أنَّ «خيارَنا الحصريّ هو منع الاحتلال من تحقيق أهدافه، وحتّى الآن على الجبهة الأماميّة لم يحقّق ما يريده، وبالاعتداء على الناس لم يحقّق ما يريده والضغط من خلال الناس بالتهجير، علينا لم ينجح، وقوّة المقاومة لا تعني أن يكون لديها سلاح مثل الإسرائيليّ، لكنَّ قوّةَ المقاومة هي بقوّة استمرارها على الرغمِ من الفوارق في الإمكانات العسكريّة، وبقوّة الإرادة والمواجهة».
وتابعَ «النتيجة، ليست في قاموسنا إلاّ الرأس المرفوع والانتصار للمقاومة، مع هؤلاء المقاومين الأبطال، وهؤلاء لا يمكن إلاّ أن ينتصروا وسيبقوا في الميدان، والثمن الغالي من الدماء والشهداء وصمود المقاومة والناس لا بدَّ من دفعه من أجلِ أن نصلَ إلى الانتصار، وتأكّدوا أنَّه على عظمته هو أقلّ من ثمن الاستسلام والخضوع».
وأكّدَ أنَّه «ليس في قاموسنا إلاّ استمرار المقاومة والصبر والتحمّل والبقاء في الميدان حتّى النصر، ولا يمكن أن نهزَم والحقّ معنا والأرض لنا والله معنا، ولا يمكن أن يفوزَ نتنياهو الذي يعتمد على الإجرام والإبادة وصلاحيّات الكنيست، ويقول أنَّه سينتصر لكن نحن متأكدون أنَّه سينهزَم».
وأشارَ إلى أنَّه «عندما يقرِّر العدوّ وقفَ العدوان هناك طريق للمفاوضات حدّدناه، هو التفاوض غير المباشر عبر الدولة اللبنانيّة ورئيس مجلس النوّاب نبيه برّي الذي يحمل راية المقاومة السياسيّة التي تؤدّي إلى مكانة لبنان وتؤدّي إلى وقف العدوان، وأساس أي تفاوض يبنى على أمرين: أولاً وقف العدوان، ثانياً السقف للتفاوض هو حماية السيادة اللبنانيّة بشكل كامل غير منقوص».
وتطرّقَ قاسم إلى حادثةِ البترون، معتبراً دخول «الإسرائيليّ» بهذه الطريقة، أمراً فيه إساءة كبيرة للبنان وانتهاك لسيادته وعلامات استفهام كثيرة، مضيفاً «أنا اليومَ لن أتهم، لكن أطالب الجيش اللبنانيّ المعني بأن يحمي الحدودَ البحريّة أن يصدرَ موقفاً وبياناً يبيِّن لماذا حصل هذا الخرق، حتى ولو قالَ أنَّه لم يكن قادراً أو كانَ عاجزاً، فليقل ذلك أمامَ العالم ما هو السبب وأيضاً، فليسأل يونيفيل وخصوصاً الألمان ما الذي راؤه في تلك الليلة وما الذي فعلوه وليلطلع الناس على ذلك، أنا لن أتحدَّثَ أكثر من ذلك، بل أطالب الجيشَ بأن يعلنَ موقفَه وطبيعة الحدث وأيضاً ما هو دور يونيفيل حتّى يطلع الناس».
وشدّدَ على أنَّ «لبنان في موقعٍ قويّ في مقاومته وشعبه وجيشه لكنَّه يتألم، ولكن أعلموا أنَّنا نؤلمهم أيضاً، ولكنَّ الفرق أنّهم لا يرجون من الله ما نرجو، وإن شاءَ الله النصر لنا، وإذا كانوا يراهنون على إطالة الحرب كيّ تتحوّل إلى حرب استنزاف، نحن حاضرون مهما مرَّ الوقت، وسنبقى صامدين ومستعدّين ونواجه، ولن تنتصروا مهما طال الزمن».