آخر الكلام
غسان… سيبقى في رائحة الياسمين
يكتبها الياس عشي
عندما وصلني نبأ رحيل غسان، لم أرَ فجيعة الموت شاخصةً أمامي، فثمّة أناس لا يموتون… يرحلون ولكنهم يبقَون في العيون، في الذاكرة، في رائحة الياسمين، وموج البحر، والحقول الخضراء التي درج فوقها غسّان، وفارقها، وأوْجعنا.
كلّ الكلمات باهتة في حضرة الموت، عندما يكون الفقيد جزءاً منك، فصلاً من حكاية خرافية روَتها أمواج البحر السوري الرافعةُ الصواري بين طرطوس ينهل غسان من مدارسها، ومزرعة اسمها «الخراب» حبا فوقها في أيام الصيف، وأضاف فصلاً آخر من فصول طفولته.
يا أصدقائي… يا أحباء وأصدقاء غسان…
صحيح أنّ فقيدنا الغالي عاش سنوات طويلة خارج وطنه، ولكنه كان لسوريةَ وطنِه الأمِّ قلباً دافئاً، وذاكرةً وفيّة، ونموذجاً لإنسان لم ينسَ أرضه، ولا ذويه، ولا أصدقاءه، ولا حبّات الرمل التي رعته، وأخذت بيده ليكون النموذج في الكرم والعطاء.
حبيب القلب غسان…
لن أودّعك… ستبقى معي، بين عيوني، إلى أن نلتقي… وسأبكي رحيلك، لأنّك لا تعوّض.