ماذا عن التلويح بتجديد العملية البرية؟
باع بنيامين نتنياهو للمستوطنين وهم انتظار نتائج الانتخابات الأميركية واحتمالات فوز الرئيس دونالد ترامب لتغيير المشهد العسكري، بعد الفشل في العملية البرية في تحقيق أي اختراق يتيح التفاوض من موقع القوة، وبعد التوازن الذي خلقته نيران المقاومة نحو عمق الكيان في إثارة الخوف والقلق وصولاً إلى اليأس من جدوى الحرب، رغم فوارق نتائج القتل والتدمير عن نتائج نيران الاحتلال، وجوهر الانتظار فرضية حرب أميركية على إيران.
فاز ترامب وبدأت الصورة تتضح، حيث أولويات الرئيس المنتخب تتركز على الوفاء بوعوده الانتخابية الاقتصادية التي لا يخدمها التورط في الحروب. وهو صاحب الدعوة للخروج من إشعال المزيد من الحروب وإطفاء نيران الحروب القائمة، دون أن يعني ذلك تخلياً عن تقديم كل الدعم لكيان الاحتلال تسليحاً وتمويلاً وحماية دبلوماسية وقانونية وسياسية، لكن إدارة الرئيس جو بايدن لم تبق شيئاً لم تفعله لدعم الكيان ويمكن لإدارة الرئيس ترامب فعله، أما التورط بحرب مباشرة فهو يفوق طاقة أي رئيس سواء كان اسمه بايدن أو ترامب.
التفاوض يجري وفقاً لموازين القوى، والموازين لا تتيح أي مكاسب للاحتلال، مهما ضغط الأميركي واستعمل المكر والخداع. وعلى الاحتلال أن يغيّر الموازين كي يتمكن المفاوض الأميركي من السعي لتحقيق مكاسب تفاوضيّة من لبنان المتمسّك بالقرار 1701 بلا زيادة ولا نقصان، والذي يعني الالتزام الإسرائيلي به تخلياً عن مكاسب حقّقها الاحتلال من عدم التنفيذ في استباحة الأجواء والمياه اللبنانيّة والاحتفاظ باحتلال أراضٍ لبنانية.
توسيع العملية البرية بدلاً من إنهائها، كان الطريق الوحيد الذي عارضه وزير الحرب ورفضه رئيس الأركان، فكانت إقالة الوزير يوآف غالانت وترويض رئيس الأركان بالتلويح بإقالته، فاستجاب صاغراً، وبدأ الحديث عن تجديد وتوسيع العملية البرية.
استهلك جيش الاحتلال طاقته الهجوميّة خلال سبعة أسابيع من الحرب البرية، وأصيبت الفرقتان 36 و98 بأضرار جسيمة، وهما عماد أي عملية برية، خصوصاً لواء جولاني ولواء المدرعات السابع من الفرقة 36 ولواء المظليين ولواء الوحدات الخاصة في الفرقة 98، والعملية البرية الموسعة المفترضة سوف تعتمد على هاتين الفرقتين وهذه الألوية.
ترحّب المقاومة بالعملية البرية وتفضلها على المنافسة بالنار، لأنها رغم تفوّقها الناري في المنازلة على الأهداف العسكرية، تتألم لما يلحق بأهلها من قتل وتدمير، ولا تستطيع مجاراة الاحتلال في هذا المجال.
إذا لم يبق الحديث عن العملية الموسعة كلاماً سوف نكون مع معارك كبرى تحسم للمقاومة نصرها القادم حكماً.