دبوس
المتكئون على أرائك الدنيا
ماذا تريد الشعوب العربية كما تقول، والإسلامية كما تدّعي، أكثر من 50 ألف شهيد في غزة، جلّهم من الأطفال والنساء، و110 آلاف جريح، ومئات آلاف الجوعى والعطشى والمرضى والمحاصرين والذين تقصف خيامهم فيحترقون داخلها أحياءً وتلملم أشلاؤهم وتتناثر أعضاؤهم ذات اليمين وذات الشمال، كي تتحرّك؟
ماذا تريد هذه الشعوب العربية كما تقول، والإسلامية كما تدّعي، أكثر من مشاهدة مدن وقرى الجنوب اللبناني وقد أحيلت الى أكوام من الحجارة والإسمنت المسلّح، وضاحية بيروت الجنوبية، تدكّ بلا رحمة، وبلا هوادة، والبقاع يُزال من الوجود تدريجياً، والشهداء والجرحى خلال شهر واحد بلغوا ما لا يقلّ عن 20 ألف، كي تنفعل؟
ماذا تريد هذه الشعوب العربية كما تقول، والإسلامية كما تدّعي، وهي ترى المسجد الأقصى يدنّس يومياً ويُستباح من قبل أنجس ما خلق الله، وأرض المعراج، ومسقط رأس المسيح يستولى عليها ويجرى ضمّها بالقوة ورغم أنف الأمتين العربية والإسلامية، كي تتململ؟
ماذا تريد هذه الشعوب العربية كما تقول، والإسلامية كما تدّعي أكثر من أن تسمع وترى كبار القيادات في الكيان الغاصب، وهم يصرّحون علانيةً بالصوت والصورة والخريطة بأنّ الكثير من البلاد العربية والإسلامية ستصبح جزءاً لا يتجزّأ من الكيان، وأنّ على الشعوب التي تقطن هذه الجغرافيا الاختيار بين الاستعباد أو القتل، لأنهم ينتمون الى أجناس أدنى من اليهود الخلّص، وهم أغيار أو غوييم يحقّ لـ «بني إسرائيل» ان يفعلوا بهم ما يشاؤون…
ماذا تريد هذه الشعوب المستغرقة في إغفاءة يبدو أنها سرمدية، ويبدو أنهم لن يوقظهم من هذا السبات العميق على أرائك الدنيا العفنة إلّا والرؤوس تتطاير، والدماء تجري كالأنهار، ووجودهم برمّته غدا في مهب الريح، والمنادي ينادي، ناموا ولا تستيقظوا، ما فاز إلا النوّم…!