الوطن

الخطيب لنقابة المحرِّرين: نريد دولةً ذات سيادة لديها جيش قادر على الدفاع عن لبنان

 

أكّدَ نائب رئيس المجلس الإسلاميّ الشيعيّ الأعلى الشيخ علي الخطيب «أنّنا نريد دولةً ذات سيادة لديها جيشٌ قادرٌ على الدفاع عن لبنان أرضاً وشعباً»، مشيراً إلى أنَّ «الدولةَ تركتنا للوحش الإسرائيليّ ونحن لن نستسلم أمام الوحش».
كلام الخطيب جاءَ خلالَ استقباله نقيب محرِري الصحافة اللبنانيّة جوزف القصيفي على رأسِ وفدٍ من مجلس النقابة، في مقرِّ المجلس الإسلاميّ الشيعيّ الأعلى بالحازميّة.
واستُهلَّ اللقاء بكلمةٍ للقصيفي استذكرَ فيها مواقف الإمام المغيَّب السيّد موسى الصدر على صعيدِ دعوته للحوار وقبول الآخر وبالنسبةِ لمواجهة «إسرائيل» وقال متوجّهاً إلى الخطيب «ها إنَّكم اليوم تواصلون رسالة الإمام المغيَّب في الحوار ومدّ الجسور بصبرٍ وطول أناة وجلد على المكاره، وأنتم تعانون وتعاينون المآسي التي تلاحق أشقاءنا في المواطنة من الجنوب إلى البقاع، فضاحية بيروت الجنوبيّة مروراً بكسروان – الفتوح وجبيل وصولاً إلى أقاصي الشمال».
أضاف «باسمِ زملائي أعضاء مجلس نقابة محرِّري الصحافة اللبنانيّة، وباسمي شخصيّاً، نتقدّمُ منكم بأحرِّ مشاعر العزاء باستشهادِ من ارتقى منهم، وصادِق الدعاء للجرحى والمصابين بالشفاء العاجل. وقد جئنا اليوم لنسألكم عن تقييمكم للقمّة الروحيّة التي عقدت أخيراً في بكركي، والدور الذي يُمكن أن تؤديه لتوطيد أواصر الوحدة الوطنيّة التي نحنُ في مسيس الحاجة إليها اليوم قبل الغد، لتدارك المفاعيل السلبيّة المتوقَّعة في ظلِّ الانقسامات السياسيّة ونار المنازلات الإعلاميّة المتأجِّجة. وما هو دورها في امتصاص الصدمات ونزع فتائل التفجير لدرء أيِّ نزوعٍ إلى الفتنة».
وتابعَ «سماحة الشيخ علي، تحملون إرثاً تهادى إليكم من الإمام السيّد موسى الصدر المؤسّس والباني وصاحب المبادرات الخلاّقة، ومن الإمام الشيخ محمد مهدي شمس الدين صاحب الوصايا التي صارت ميثاقاً وطنيّاً واجتماعيّاً، ومن الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان رجل الاعتدال والمحبّة، وأنتم مؤتمنون على هذا الإرث بما ينطوي عليه شخصكم من حكمة وطيبة وتواضع. وتقعُ عليكم، كما على القيادات الروحيّة، مسؤوليّةُ العمل على ترشيد الخطاب الوطنيّ والتصدّي للرؤوس الحامية لئلا تفلت ألسنتها من مدار الحقّ، فتقود البلاد إلى منزلقات ومنعطفات لا يُمكن تفاديها، ولا يفيد معها الندم. إنّا نعوّلُ على دوركم الإيجابيّ، وحضوركم الفاعل في كلّ الاستحقاقات، إلى جانب الخيّرين الحكماء، لأنَّكم دائم الانقياد إلى الحقّ وتقودون الناس إليه».
وردَّ الخطيب بكلمةٍ رحَّبَ فيها بوفد مجلس النقابة وأشاد بدور الصحافة والصحافيين في هذه المرحلة من تاريخ لبنان.
وقال «ما هو حاصلٌ اليومَ في لبنان هو موضوعٌ وطنيّ وليس موضوعَ طائفة، كما يحاول البعض تحوير القضايا لأهداف وأغراض سياسيّة داخليّة أو خارجيّة، أو لخدمة شيء خارجيّ. لبنان هو بلد ووطن جميع اللبنانيين، ونحن نعزّي بعضنا البعض. نحن نحزن معاً ونفرحُ معاً. وهذا معنى الوطنيّة والمواطنة».
وأضاف «كلّنا يعلمُ أنَّ إسرائيل ليست دولة طبيعيّة في المنطقة، وما نراه اليوم في لبنان ليس طارئاً وليس جديداً. وجود إسرائيل قام على أساس القتل والجرائم. هذا الكيان منذ تأسيسه قام على العصابات الصهيونيّة المعروفة. هناك من يخلقُ الأعذارَ للإسرائيليين لما يقومون به. هم يعلنون عن أطماعهم وأهدافهم. وهم يظهرون عن أخلاقيّتهم ووحشيّتهم وعن حبّهم لسفك الدماء والقتل، وهم يعتقدون أنَّ بالقتل والترهيب والإرهاب والتدمير باستطاعتهم أن ينالوا شرعيّة احتلالهم لأرضِ فلسطين. لكنَّ إرهابهم يزيدُنا إصراراً على مواجهتهم».
وتابع «ما هو حاصلٌ اليوم لم يفضح إسرائيل بل العالم. وللأسف هناك من يعتقد من العرب أنّه من الممكن إقامة سلام مع هذا الكيان. أنت ضعيف ما من أحد ينظر إليك أو يهتم بك. وما من أحد يحصّل لك حقك ما دمت ضعيفاً. عالمُ اليوم ليس عالم الأخلاق والمنطق. عالمُ اليوم هو عالمُ القوّة. الحلّ في لبنان هو بمنطق الدولة وليس بمنطق المزارع وليس بتخويف الطوائف بعضها ببعض».
ولفتَ إلى أنَّ «إسرائيل لم تُطبّق القرار 1701 فهناك 35 ألف خرق للقرار مسجّل من قبل قوّات الأمم المتحدة. من طبع العدوّ العدوان والتوسّع. إنّه عدو لا يُمكن التفاهم معه. لذلك أقول إنَّ الوحدة الوطنيّة هي أساس بالنسبة للبنان».
وأردفَ «ما من شيء يتحقّق من دون تضحيات. وللجميعِ أقول أنّه ليس للشيعة مشروعهم الخاص في لبنان. نحنُ نريدُ دولةً حقيقيّة في لبنان تدافع عن سيادتها وتحافظ على كرامة شعبها، وليس دولة تدير ظهرها للمشكلة ولأيّ اعتداء على أرضنا. نريدُ دولةً ذات سيادة لديها جيشٌ قادرٌ على الدفاع عن لبنان أرضاً وشعباً. يستشهد أبناؤنا وينزحون ويُهجَّرون ليس لأنَّنا لا نحبُّ الحياة. نحنُ نحبُّ الحياة. والحربُ فُرضت علينا ولن يُترك لنا الخيار بذلك. الدولة تركتنا للوحش الإسرائيليّ. نحنُ لن نستسلم أمام الوحش الإسرائيليّ. إذا الدولة لا تريدُ أن تقاتل هذا الوحش نحنُ مستعدّون لذلك. ولكن نحن أساساً نُريدُ الدولةَ العادلة القادرة».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى