آخر الكلام
ملاحظات في ذكرى التأسيس
يكتبها الياس عشي
العقيدة القومية الاجتماعية أكبر من حزب، وأصغرُ من دولة. هي عقيدة فكرية واقعية بعيدة عن الطوباوية، يحكمها، أو يتحكّم فيها، دستور تفتقر إليه كلّ الأحزاب.
والعقيدة القومية الاجتماعية، بالإضافة إلى دستوريتها، هي عقيدة مناقبية، للأخلاق فيها دورٌ، كما للفنّ، كما للإبداع، ولا تقتصر شرعيتها على الدور السياسي، بل قد يكون الدور السياسي آخر اهتماماتها.
وهي عقيدة تتجاوز الفرد إلى المجتمع، من هنا استطاع الحزب أن يقفز فوق الحواجز الكيانية الضيقة، والطائفية البغيضة، ويدعو إلى أمة متكاملة في الحدود والتاريخ والحضارة.
والقوميون تشرّدوا، وسُجنوا، وعُذّبوا حتى الموت، وأُعدموا، وطُردوا من وظائفهم، ولكنهم كانوا دائماً، كطائر الفينيق، يعودون من جديد فرحين بانتمائهم، ومعتزين بوقفاتهم، يطلّون من مغترباتهم القسرية مفكرين، ورجال أعمال، وصانعي قرار.
إنّ حضور القوميين في المقاومة الوطنية اللبنانية لا يدع مجالًا للشكّ بأنهم المؤسّسون لها، أو من المؤسّسين فيها، وأنهم غيّروا وجه التاريخ يوم طردوا اليهود من الجبل وبيروت وصيدا وصور، ويوم شاركوا في إلغاء اتفاقية السابع عشر من أيار.
ولغدٍ تتمة…