زغرتا شريكة في الصمود على طريق النصر
عبير حمدان
قدّمت زغرتا صورة مشرّفة للنسيج المقاوم الرافض لكل محاولات التفرقة بين أبناء الوطن، حيث وجد الوافدون إليها الأمان والبيئة الحاضنة التي خففت عنهم وطأة النزوح القسريّ عن بيوتهم.
في زغرتا فتحت كل البيوت مستقبلة أهل الجنوب والبقاع والضاحية واتّسعت لهم بما تفيض من محبة وشراكة في الصمود والتصدّي والإيمان بالنصر الحتميّ.
كثيرة هي القصص التي يراكمها الواقع القائم وهي ستحفر عميقاً في الوجدان الشعبيّ بمنأى عن السياسة لتؤسس وعياً مضاعفاً لدى الأجيال القادمة بماهية الصراع الوجودي مع عدو لا يعرف إلا الإمعان في القتل والتدمير.
هذه القصص ليست مجرد مادة صحافية آنيّة إنما هي حالة إنسانيّة فطرية تحفظها الذاكرة أكثر من آلة التسجيل. وهنا تكمن المصداقية في نقل وتوثيق الصورة الحقيقية للشعب الذي يرفض العدوان وطروحات التقسيم رغم كل ما ينتشر من مواقف النشاز التي تمثل جهات أصبحت معروفة من قبل كل اللبنانيين، سواء كانت إعلامية او سياسية او اجتماعية.
زغرتا التي يدرك أهلها كيفية التجذر في الأرض لم يبخلوا في العطاء كل وفق إمكانياته ولسان حالهم يؤكد أنهم يسيرون على طريق النصر.
يقول «ايلي» بلكنته الزغرتاوية المحبّبة «بيتي يتّسع للجميع، وقد استقبلت فيه الكثير من العائلات منذ بداية العدوان إلى أن وجدوا بيوتاً تأويهم مما يسمح لهم ببعض الخصوصيّة وهذا حقهم، ولكن أكثر ما يوجعني أن إحدى العائلات التي استضفتها لأيام ودون معرفة مسبقة، لاحقاً علمت باستشهادها مما أشعرني بالذنب لكوني لم أستبقهم عندي لفترة أطول».
ويضيف: «معركتنا مع العدو لا تقتصر على الميدان العسكري إنما يجب أن تكون في المجالات كافة، وكل فرد منا معنيّ بالفعل المقاوم من موقعه، لذلك يأتي احتضان زغرتا لأهلنا الوافدين ضمن دائرة المقاومة وصولاً إلى تحقيق النصر».
جمعية الشبيبة الاهدنية
من جهته أكد روي عريجي «أن لا أحد يشعر بالضيم في زغرتا وهي دوماً حاضنة لجميع أبناء الوطن». وتحدّث عريجي عن نشاط «جمعية الشبيبة الاهدنية» التي ومنذ بدء العدوان وقدوم الوافدين الى المنطقة عملت على تأمين كل ما يلزم من المواد المرتبطة بالنظافة الشخصية والحرامات والفرش في جميع مراكز الإيواء، وذلك كله بإشراف تيار المرده والتنسيق مع جمعيتي الميدان ودنيانا المعنيين بتوزيع المساعدات.
وأضاف عريجي: «عملنا متواصل على الأرض ومع الناس بهدف تقديم الدعم لهم، ويهمّنا احتواء الأطفال للتخفيف عنهم. وهذا جزء مهم وأساسيّ في مسيرة التصدّي للعدو الذي يتمادى في إجرامه ولا يوفر الحجر والبشر».