استشهاد محمد عفيف في غارة صهيونيّة غادرة على مقرِّ «البعث» في بيروت ومواقف لمسؤولين وأحزاب وشخصيات تدين الجريمة وتؤكد طبيعة الإرهاب الصهيوني
استهدفَ الطيران الحربيّ للعدوّ الصهيونيّ بغارةٍ غادرة مبنى مقرّ حزب البعث العربيّ الاشتراكيّ الرئيسيّ في منطقة رأس النبع في بيروت، وهو مبنى مؤلّف من 7 طبقات تمّ تدمير معظمها، فيما هرَعت فرق الإنقاذ والدفاع المدنيّ إلى المكان لانقاذِ عددٍ من العالقين تحتَ ركامِ المبنى المستهدَف. وقد أدّت الغارة إلى ارتقاء عددٍ من الشهداء وسقوط جرحى ودمارٍ كبيرٍ وتضرّر عددٍ كبيرٍ من السيّارات بالإضافة إلى حالةِ ذعرٍ بين سكّان الشارع المستهدَف.
ودانت القيادة المركزيّة لحزب «البعث العربيّ الاشتراكيّ» في لبنان، في بيان العدوان الصهيونيّ الغاشم الذي استهدفَ مقرَّ الحزبّ، مشيراً إلى أنّه «أسفرَ عن استشهاد كوكبة من الشهداء الأبرار، في مقدّمهم مسؤول العلاقات الإعلاميّة في حزب الله الشهيد الحاج محمد عفيف، بالإضافة إلى إصابةِ عددٍ من الرفاقِ بجروحٍ متفاوتة».
واعتبرَت أنَّ «هذا الاستهداف الغادر يؤكّدُ مرةً جديدةً الطبيعة الإجراميّة للعدوّ الصهيونيّ، الذي يمتهنُ ارتكابَ الجرائم بحقِّ المدنيين والمناضلين، ضارباً عرض الحائط بكلّ الأعراف والقوانين الدوليّة»، لافتةً إلى أنّ هذا العدوان السافر يأتي «في سياق حرب الإبادة التي يشنّها الكيان الصهيونيّ ضدَّ لبنان وقطاع غزّة، مستهدفاً رموز المقاومة وكلّ من يقف في وجه مشروعه الاستعماريّ التوسعيّ».
وأكّدَت «أنَّ هذا الاستهداف الجبان لن يزيدَنا إلاّ إصراراً على التمسُّكِ بنهجِ المقاومة، والتصدّي لكلِّ محاولات العدوّ النَيْلَ من إرادةِ الصمود التي ترسَّخت عبرَ عقودٍ من النضال والتضحيات»، مشدِّدةً على «أنَّ دماءَ الشهداء، وفي مقدّمهم الشهيد الحاج محمد عفيف، ستبقى أمانةً في أعناقنا، وشعلةً تضيءُ طريقَ الحريّة والكرامة».
وأكَّدت أنَّ «المقاومةَ ستبقى الحصنَ المنيعَ في وجه العدوان وأنَّ دماءَ الشهداء ستزهرُ نصراً جديداً يعزّزُ من صمودِ أمّتنا في مواجهةِ هذا الكيان المُجرم».
ووجّهت «تحيةَ إجلالٍ وإكبارٍ لأرواحِ الشهداء الذين ارتقوا في هذا العدوان الغادر»، متمنيةً الشفاء العاجل للجرحى. ودعت «الشعبَ اللبنانيّ وكلّ القوى المقاوِمة إلى التكاتُف في وجهِ هذا العدوّ الذي يستهدفُ وحدتنا وسيادتنا». وختمَت «المجدُ والخلود للشهداء الأبرار، والخزي والعار للعدوّ الصهيونيّ وعملائه».
وكتب وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال المهندس زياد المكاري عبر منصة «أكس»: «إنّ الشهادة لشرف لمن أرادها دوماً.
الرحمة لروح محمد عفيف. لقد صدق حدسه، إذ لطالما كان يردّد أنّ استشهاده «مسألة وقت».
عرفناه شجاعاً، وصديقاً مخلصاً لمبادئه ووفيّاً لنهجه.
العزاء لعائلته الصغيرة والكبيرة والرحمة الواسعة له».
من جهّته، اعتبرَ عضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم في بيان، أنَّ «استهدافَ العدوّ الصهيونيّ للمبنى المركزيّ لحزب البعث العربيّ الاشتراكيّ، يؤكّدُ الهمجيّة العدوانيّة الإسرائيليّة والتي لا تميّزُ بين العسكريين والمدنيين، إذ إنَّ المستوى السياسيّ اللبنانيّ بكلِّ أحزابه وقواه السياسيّة أصبحوا في دائرة الاستهداف، وهذا أقصى الهمجيّة الصهيونيّة، حيثُ أكّدَت اليوم أنَّ هذا الكيان متفلّت ومتنصِّل من كلِّ القيَم والمفاهيم، أكّد نسفه وانقلابه للقانون الدوليّ والقانون الدوليّ الإنسانيّ».
ورأى «أنَّ السؤالَ الطبيعيّ هو أينَ المجتمعُ الدوليّ والمنظَّمات الدوليّة من هذه الممارسات والانتهاكات، وإلى متى سيبقى هذا العدوّ خارج المحاسَبة ويحظى بكلِّ الدعمِ والمساعدةِ ليُمعن في القتلِ والتدميرِ من دونِ رادع؟»
وقال سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان الدكتور مجتبى أماني: صوت الـمـقـاومة الصادح في ميادين الإعلام الحاج محمد عفيف شهيداً على طريق الـقـدس، وهو الذي لم يخلِ الساحة ولم يفارق منبر الحق رغم تهديدات الكيان الـصـهـيـوني الجبان، الذي ترعبه الحقيقة ومواقف الشرفاء.
هنيئاً لشهيدنا العزيز وسام الـشـهـادة الأسمى. أما الـمـقـاومـة التي كان لعقود عديدة ركناً بارزاً من أركان مجدها وانتصاراتها، فلن يزيدها هذا الفقد إلا ثباتاً ورسوخاً.
بدوره، دانَ لقاءُ الأحزاب والقوى الوطنيّة والقوميّة في البقاع، في بيان «الاعتداءَ الجبان على المقرّ الرئيسيّ لحزب البعث العربيّ الاشتراكيّ في العاصمة بيروت، والذي يأتي في سياق الهجمة الهمجيّة على لبنان، بشراً وحجراً، والاستهداف المقصود عن سابق ترصُّد للقوى القوميّة المناهضة للمشروع الصهيونيّ التوسعيّ، وفي طليعتها حزب البعث العربيّ الاشتراكيّ».
وقال «إنَّ استشهاد عفيف في مقرّ قيادة حزب البعث العربيّ الاشتراكيّ «أولاً هو تجسيدٌ طبيعيّ لتلاحم المقاومة والقوى الوطنيّة والقوميّة في كلِّ زمانٍ ومكان، وثانياً يُظهرُ قوّةَ الكلمة في فضحِ العدوان وأهدافه والتي شكّلَ الحاج محمد عفيف فارساً مقداماً من فرسانها بتصدّيه اليوميّ لسرديّة العدوّ وإعلامه والكشف عن جرائمه ومخطّطاته».
أضاف «يهدمُ العدوّ المباني والمؤسَّسات ويقتلُ الأبرياء، بينما رجالُ الله في الميدان يطحنون ألويةَ النُخبة عندَ الحافّة الأماميّة ويصيبون الأهداف الإستراتيجيّة الحسّاسة في عمقِ الكيان العبريّ، ويبقى في الميدانِ الخبرُ اليقين والنصرُ المبين».
ونعى المكتبُ الإعلاميّ في «رابطةِ الشغيلة» عفيف «الذي ارتقى شهيداً مقاوماً على طريق القدس ودفاعاً عن لبنان وسيادته واستقلاله في مواجهة العدوان الصهيونيّ الوحشيّ».
وتوجه المكتب «من الإخوة في حزب الله بأحرِّ التعازي والتبريكات باستشهاد عفيف الذي شكّلَ مثالاً وقدوة في الدفاع عن المقاومة والتعبير عن مواقفها وتوجهاتها بالكلمة الصادقة الجريئة والشُجاعة، من دونِ خوفٍ أو تردّد في ظلِّ العدوان، على الرغمِ من الخطر الذي كان يلاحقه، وقد نال ما كان يتمنّاه بأن يلحقَ بركب الشهداء الذين ارتقوا قبله، ولا سيَّما رفيق عمره ودربه أمين عام حزب الله القائد الأغلى والأسمى والأعزّ على قلبه سماحة السيّد الشهيد حسن نصر الله».
كذلك، نعَت مديريّة الإعلام في «الحزب الديمقراطيّ اللبنانيّ» عفيف، معتبرةً أنَّ اغتياله الوحشيّ «هو استهدافٌ وقحٌ للإعلام والصوت الحرّ لم يسبق أن حصلَ في كلِّ حروبِ العالم، ما يُظهرُ صورةَ هذا العدوّ الحقيقيّة أمامَ الرأي العام العالميّ، والذي يسعى إلى إلغاء كلّ صوت مقاوم يقفُ في وجهه والمشروع الصهيونيّ». وتقدَّمت المديريّة بالتعزية من قيادةِ حزبِ الله وعائلةِ الشهيد وجميع المقاومين الأبطال.
واعتبرت أمانةُ الإعلام في حزبِ «التوحيدِ العربيّ»، أنّه باستشهاد عفيف «فقدَت المقاومة صوتاً مقاوماً مدوّياً، صادحاً بالحقِّ والحقيقة، ولا سيَّما نبرة صوته التي كانت تعبّرُ عن شعوره ونبضه المقاوم، والذي لن ينساه كلُّ من عرفَه». وتوجّهت بـ»أحرِّ التعازي من قيادةِ حزبِ الله ومن عائلةِ الشهيد ومن رجالِ المقاومة في لبنان».
ونعى رئيسُ «المركز الوطنيّ في الشَمال» كمال الخير عفيف «هذا الشهيد البطل والشُجاع، الذي كانَ صوت المقاومة القويّ والهادر على الساحة الإعلاميّة، وساهمَ بجهودٍ جبّارة بالسيرِ على طريق النصر قبل التحرير في العام 2000 وبعده وفي النصر الإلهيّ العظيم عام 2006، كما شاركَ في كلّ المراحل المصيريّة مع سماحة السيّد قائد الشهداء السيّد حسن نصر الله». وإذ جدّدَ الخير «الوقوفَ إلى جانبِ المقاومة والالتزامِ بنهجِ سماحة السيّد الشهيد والحاج الشهيد محمد عفيف ورفاقه الشهداء الذين ارتقوا معه اليوم»، دانَ استهدافَ مقرّ حزب البعث العربيّ الاشتراكيّ في بيروت، معلناً «وضع كلّ الإمكانات في تصرُّف المقاومة».
وتقدَّمت «حركةُ الجهاد الإسلاميّ» في فلسطين، من الأمين العام لحزبِ الله الشيخ نعيم قاسم ومن «المقاومة الإسلاميّة» في لبنان، بأحرِّ التعازي والتبريك باستشهاد عفيف، معتبرةً أنَّ «هذا الاستهداف الآثم هو استمرارٌ لنهجِ العدوّ في ارتكابِ المجازر وتجاوز لكلّ المعايير الإنسانيّة والأخلاقيّة، في لبنان وفلسطين، وتفريغٌ لحقده الأعمى وإشباعٌ لرغبة الانتقام النازيّة وروح الإجرام التي نشأ عليها هذا الكيان الغاصب. وإنّنا على ثقة تامّة بأنّ هذا العدوان الهمجيّ لن يزيدَ المقاومةَ إلا تألّقاً وصلابة».
ونعَت «لجنةُ أصدقاء عميد الأسرى في السجون الصهيونيّة يحيى سكاف» عفيف ورفيقَ دربه محمود شرقاوي، خلالَ عدوانٍ صهيونيٍّ غاشمٍ على مركزِ حزبِ البعث. وأضافت «أتمَّ الشهيدان واجبهما الوطنيّ والدينيّ وانضمّا إلى قافلةِ الشهداءِ السعداءِ على طريق القدس، كما إنّهما حققا بمسيرتهما الطويلة في خدمةِ مشروع المقاومة ما أرادوا إنجازَه على أرضِ الواقع في وطننا وأمّتنا من خلال نشرهم الفكر المقاوم، والإضاءة على الإعلام الواعي والمتوازن ونبذ كلّ أشكال التعصُّب والفتن التي حاولَ العدوّ وأعوانه زرعها في أوطاننا لسنين طويلة».