دردشة
… ومع ذلك فهي تدور
يكتبها الياس عشّي
شهداء الكلمة، عبر التاريخ، هم الشهود على الحقائق التاريخية، وهم الباقون مهما حاول الساديون تغييبهم، أو اغتيالهم، أو تقديم صورة مغايرة لا تناسب حضورهم الأَزلي.
من هنا تحضرني الآن العبارة الأشهر «… ومع ذلك فهي تدور» التي قالها «چاليلو» قبل أن يُنفذ به حكم الإعدام حرقاً، لأنه خالف رأي الكنيسة التي كانت تقول بأنّ الأرض هي مركز الكون، فيما «چاليلو» اكتشف بأنّ الشمس هي مركز الكون، وأنّ الأرض واحدة من الكواكب الكثيرة التي تدور في فلك الشمس!
وتاريخ الحكومات «الإسرائيلية» حافل باغتيال أصحاب الكلمة الحرّة، ولن يكون آخرهم الشهيد الإعلامي محمد عفيف، ولا ناجي العلي، ولا الإعلاميون الذين قتلتهم الطائرات المعادية على امتداد ساحات الصراع من غزّةَ إلى لبنان.
محمد عفيف دخل نادي الشهداء قبل أن تنال منه طائرات العدو! منذ أن أطلّ على الإعلام متصدّراً ما بقي من «ضاحية بيروت الجنوبية»، كان يعلن: أنّي هنا… وأنّ الضاحية صارت هي المنبر، وهي الساحة لكلّ الأحرار.
وداعاً… ستبقى يا محمد في الذاكرة… ذاكرة شقائق النعمان، وحقول الياسمين، والنوارس، وأحرار العالم.