معرض فوتوغرافيّ يوثّق للانتهاكات التي ألحقها الإرهاب بالتراث الأثريّ السوريّ
دمشق- شذى حمود
وثق معرض الصور الفوتوغرافية الذي افتتحته المديرية العامة للآثار والمتاحف، برعاية وزارة الثقافة، في قلعة دمشق، الاعتداءات التي لحقت بالممتلكات الثقافية السورية والمواقع الأثرية والتاريخية والدينية وما طالها من دمار وتخريب على يد المجموعات الإرهابية المسلحة. وتضمن المعرض الذي حوى عشرات الصور الفوتوغرافية خريطة تحدد نسبياً الأضرار التي لحقت بالتراث السوري في سائر المحافظات السورية، وعرض بعض القطع التي سرقت وهُرّبت واستعيدت إلى المديرية العامة للآثار، وبينها عدد من المنحوتات الجنائزية التي استُردّت من لبنان، إضافة إلى عرض صور فضائية لمدينة أفاميا قبل الأزمة وبعدها تظهر حجم التخريب الكبير الذي تعرضت له من جراء أعمال التنقيب من قبل المجموعات الإرهابية.
وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح في تصريح للصحفيين تأتي أهمية هذا المعرض من كونه يقدم صوراً توثق الآثار السورية التي تعرضت للنهب والسلب، ما يساهم في توعية المواطن بأن وطنه ينهب وينتهك وأن تاريخه يحطم.
وأوضحت الوزيرة مشوح أن الوزارة ستوزع أقراصاً تساهم في نشر هذه الصور التوثيقية على جميع المراكز الثقافية السورية والسفارات والمواطنين في الخارج لعرضها في معارض فوتوغرافية توثق للآخرين الجرائم التي ارتكبت في حق التاريخ السوري، مؤكدة دراسة الخبراء ما خربته المجموعات الإرهابية في وقت لاحق لمعرفة الأضرار التي لحقت بتلك الآثار وتوثيقها، وستشكل لجان فنية لمحاولة ترميم ما يمكن ترميمه واستعادة ما يمكن استعادته. وأشارت إلى أن الوزارة في صدد تقديم هذه الصور دليلاً قضائياً يلاحق عليه المرتكبون ضمن الأراضي العربية السورية ودليل يقدم إلى الأنتربول الدولى والمنظمات الدولية للدعم في قضية حماية الآثار ومكافحة تهريبها والقصاص من كل شخص سوّلت له نفسه المساس بهذا الإرث التاريخي الكبير. وأضافت وزيرة الثقافة: «من واجبنا أن نوضح للجميع حقيقة ما يجري وبالوثائق، فالمؤسسات الآثارية والثقافية السورية تعمل كل ما في وسعها لحماية التراث التاريخي السوري وصونه، ويجب أن تتكاتف الجهود الوطنية والدولية كافة لتدارك الآثار السلبية للهدم والتخريب الذي حصل».
من ناحيته، قال ادمون العجي، مدير مشروع قلعة دمشق، إن هذا المعرض هو صرخة موجهة إلى المجمتع الدولي والمنظمات المعنية للحفاظ على التراث السوري الأثري والثقافي والإنساني، لافتا إلى أن ما يجري في سورية هو تدمير ممنهج لهذا الإرث، وهو ليس ملك سورية فحسب إنما هو ملك العالم. ولفت العجي إلى أن قلعة دمشق من المواقع الأثرية المهمة التي تضررت نتيجة تلك الحوادث التي تعصف بسورية منذ أكثر من ثلاث سنوات وأدت إلى التدمير الممنهج لإرثنا الثقافي.
نظير عوض، معاون المدير العام للشؤون الفنية والعلمية في المديرية العامة للآثار والمتاحف، أوضح أن المعرض أقيم بجهود العاملين في المديرية، إضافة إلى جهود كثر لا يزالون غيورين على تراث وطنهم والتقطوا هذه الصور في ظروف صعبة جدا وأرسلوها إلى المديرية، وما برحوا يوثقون جرائم تلك المجموعات الإرهابية المسلحة.
أوضح عوض أن أكثر المحافظات تضررا هي محافظة حلب، باعتبارها مدينة مسجلة على لائحة التراث العالمي، إذ طال الضرر أكثر من ستين في المئة من مواقعها الأثرية المهمة، موضحاً أن الصور الذي تضمنها المعرض لا تأتي على جميع الأضرار التي طالت الأماكن الأثرية السورية، لأنها كبيرة، إنما عرض ما توافر لدى المديرية من صور، علماً أن لدى المديرية أرشيفاً يوثق الاعتداءات التي تعرض لها تراثنا وإرثنا الثقافي السوري.