أبي المنى لنقابةَ المحرِّرين: التضامُن الوطني مطلوبٌ أكثر من أيّ وقتٍ مضى
أكّدَ شيخ العقلِ لطائفةِ الموحِّدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المُنى أنَّ «التضامنَ الداخليّ والوطنيّ المطلوب أكثر من أيّ وقت مضى، يعطي قوة دفع للدولة في مفاوضاتها الجارية مع الدبلوماسيّة الدوليّة، من أجلِ التوصُّلِ إلى اتفاقٍ يرمي إلى وقفٍ فوريّ للحرب، استناداً إلى القرار الأمميّ 1701 ووجوب تطبيقه كاملاً».
موقفُ أبي المنى جاء خلال لقائه وفد مجلس نقابة محرِّري الصحافة برئاسة النقيب جوزف القصّيفي الذي ألقى كلمة نوّه فيها بشيخ العقل، قائلاً «دورُكم المحوريّ في تقريبِ المسافات بقوّةِ العقل وسديد الحكمة، يُخبرُ عنكم».
أضاف «جئنا اليوم لنسألَ: هل اكتفينا بعقدِ القمة في بكركي منتشين بالتئامها (…) كيفَ يمكن أن تُترجم قرارات القمّة وتوصياتها إلى أفعال، وأن تكونَ معبراً إلى سلامِ القلوب والألسنة فندرأ عنّا ما يُخطّط لنا من يمعن فينا قتلاً وقصفاً وهدماً من شرِّ فتنة، وهي المبتدأ والخبر في أدبيّات الصهيونيّة؟ هل أنتم مرتاحون إلى حسن الخواتيم، حتّى في ظلّ وقفٍ للنار والأعمال الحربيّة كما يروَّج؟».
أضاف «اللبنانيّون في قلق من المستقبل، وهم يشكّكون بكلِّ شيء: المجتمع الدوليّ المستأسد عليهم، والنعامي في مداراة تل أبيب، العرب الذين يرسفون في عجزهم، الأفرقاء المحليّون الذين يلغون في خلافاتهم فيما مركب الوطن يغرق بهم».
وردَّ أبي المُنى بكلمةٍ رحّبَ فيها بمجلس نقابة المحرِّرين، منوّها بـ«أصحاب الأقلام والكلمات الطيّبة والجامعة التي يحتاجُ وطننا إليها اليوم، المفعمة بالمحبّة وتنشد السلام في النفوس وتساهم في الاستقرار، الذي يتوقُ إليه كلُّ حريصٍ على بلده، الذي يعاني ما يعانيه من هذه الحرب الوحشيّة المدمِّرة للحجرِ والبشرِ، والتي ينفّذها العدوّ الإسرائيليّ غير آبه بكلّ القوانين والمواثيق الدوليّة والإنسانيّة، والذي لا يقيم فيها وزناً لكلّ القيَم والأعراف، أمامَ ما يرتكبُه من فظاعاتٍ حربيّة ومجازر بشريّة بحق عُزَّل وأبرياء وأطفال وشيوخ».
وأشار إلى أنَّ «القمة الروحيّة التي انعقدَت أخيراً في بكركي، فقد سادتها أجواءٌ إيجابيّة جدّاً من التوافق على المواضيع التي وردت في البيان الختاميّ، والذي سيكونُ موضعَ سعيٍ ومتابعةٍ من قِبل لجنة منبثقة عنها، لترجمة تلك التوصيات ونشر الروح الإيجابيّة».
ونوّه «بجهودِ الرئيسين نبيه برّي ونجيب ميقاتي وجميع المسؤولين المخلصين، الذين يبذلون جهداً داخليّاً وخارجيّاً، لمعالجة القضايا المطروحة، ولسنا لنحملّهم المسؤوليات في أيّ تقصيرٍ يحصل أو قد يحصل، بقدر دعمنا تلك الجهود، من أجل التوصل إلى حلول إيجابيّة للقضايا الشائكة داخليّاً، والاتفاق على حلٍّ لإنهاء الفراغ الرئاسيّ بعد دخوله العام الثالث، لما لرئاسة الجمهورية من أهميّة في اكتمال عقد المؤسَّسات، وقيام حكومة جامعة ومقتدِرة، بما ينعكس إيجاباً على المسارِ الوطنيّ والمؤسَّساتيّ العام ويُعيد الثقة بالوطن على الرغمِ من المرحلة الصعبة جدّاً وتحدّياتها، إزاء الحرب الدائرة ومخطَّطات إسرائيليّة غير المعروفة».
وأردف «لعلَّ الدور المطلوب من الجيش اللبنانيّ في المرحلة الراهنة وما يليها كبير جدّاً، وهذا يتطلب الالتفاف حول المؤسَّسة العسكريّة وتقديم الدعم المطلوب لها، لتمكينها مستقبلاً من بسطِ سلطة الدولة على كامل التراب اللبنانيّ في الجنوب، مع قوّات الأمم المتحدة يونيفيل».
ورأى أنَّ «الوطنَ يحتاجُ اليوم، إلى مقاومة سياسيّة ووطنيّة جامعة مظلّتها الدولة وأهدافها تعزيز عناصر قوّة لبنان ومرتكزات وجوده ومميّزات حضارته، على مستوى التنوّع والعيش المشترك والتفاهم الداخليّ حيال القضايا الشائكة، التي لا تزالُ مستعصية على الحلّ. مقاومة تؤول لتعزيز دور المؤسَّسات، وخصوصاً الأمنيّة منها وفي مقدّمها العسكريّة».