مواقف بذكرى الاستقلال: المقاومة تخوضُ معركةَ تثبيت السيادة الوطنيّة
لمناسبةِ عيد الاستقلال، صدرت مواقف دعت الابتعادِ عن الانقساماتِ والتمسُّك بالوحدةِ الوطنيّة وانتخابِ رئيسٍ للجمهوريّة، مشيرةً إلى أنَّ المقاومة تخوضُ معركةَ تثبيت استقلال لبنان وسيادته الوطنيّة وحريّته في الوقوف بوجه المطامع الصهيونيّة.
وفي هذا السياق، شدّدَ الرئيس سعد الحريري أنّ «بعدَ واحدٍ وثمانين عاماً، صار لزاماً أن يكونَ لدينا استقلال حقيقي بكلّ ما للكلمة من معنى. وشرط تحقيق هذا الأمر، أن نضعَ جميعاً لبنان أوّلاً، قولاً وممَارسةً، وأن نلتفَّ خلفَ الدّولة ومؤسّساتها الشّرعيّة، وأن نحترمَ الدّستور ونلتزمُ بالقوانين، وأن نكونَ متساويين بالحقوقِ والواجبات، وأن نتمسّكَ بوحدتنا الوطنيّة، ونبتعد عن الانقسامات الطّائفيّة والمذهبيّة».
من جهته، أسفَ الوزير السابق وديع الخازن في بيان، لـ»أن يأتي عيد الاستقلال هذه السنة وكرسيّ رئاسة الجمهوريّة شاغر، فيما دوائرُ الدولة شبه مُترهِّلة». وسألَ «ألمْ يحن الوقت لإيلاء هذا الموضوع حقّه في البتّ على قاعدة تحريره من التجاذبات والخلافات، وإنّ مُجرّد إستمرار ربطه بأيّ خلافٍ يُعرّض لبنان لتلاشي العمل في مؤسّساته الدستوريّة؟»، معتبراً «أنَّ العبرة هي في كفاءة الدولة على صون الاستقلال، وليس في الحقوق الممنوحة لها على الورق»، وبناء الاستقلال هو الأساس لأنّه يصبّ في مصلحة لبنان ومصلحة الشرق العربيّ كُلّه».
وختمَ سائلاً «فهل تلقى صرخات المواطن الصدى المطلوب للتجاوب والترفّع عن كلّ الأنانيّات لدى المسؤولين ويجهدوا لإنقاذ الوطن الواقف على شفيرِ الانهيار، ويتلاقوا بعد عيد الاستقلال كي تكون انطلاقة لمرحلة جديدة يستعيد فيها لبنان هيبته في الداخل، ورصيده الدوليّ في المحافل المؤثّرة لمصلحة قضاياه، وما أحرجها في هذه المرحلة الدقيقة والفاصلة في مصيره ومُستقبل شعوب المنطقة التي تُزلزلها وحشيّة العدوّ الصهيونيّ ومجازره اليوميّة».
وقال المنسِّق العام لـ»تجمُّع اللجان والروابط الشعبيّة» معن بشّور في تصريح «يطلّ عيدُ الاستقلال هذا العام على اللبنانيين وهم يواجهون عدواناً وحشيّاً صهيونيّاً استهدفَ البشر كما الحجر والشجر، من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال من دونِ أن تنجو عاصمته بيروت والمناطق الأخرى في جبل لبنان من هذا العدوان».
واعتبرَ أنَّ «المعركةَ التي يخوضُها رجالُ المقاومة في الحافّة الحدوديّة للبنان مع فلسطين المحتلّة، والدماء التي تسيلُ من آلاف الشهداء والجرحى والدمار الذي يشملُ مئاتِ الآلاف من المباني السكنيّة والمستشفيات والمعابد والمدارس، هي معركةُ تثبيت استقلال لبنان وسيادته الوطنيّة وحريّته في الوقوف بوجه المطامع الصهيونيّة».
وتابع «إن الحربَ الضارية التي يخوضُها المقاومون ويتحمّلُ أعباءَها كلّ الشعب اللبنانيّ وفي مقدمته أهلنا النازحون من بيوتهم في الجنوب والبقاع وضاحية بيروت الجنوبيّة، هي الحربُ التي تنفي كلّ السرديات المشبوهة التي تحاول تفسير كلّ نصر أو إنجاز نحققه، تمّ بتفاهم خارجيّ، دوليّ، إقليميّ».
ورأى «أنَّ ملحمةَ «طوفان الأقصى» لم تُعد فلسطين وقضيّتها إلى دائرة الضوء والاهتمام عالميّاً فحسب، بل أعادت أيضاً لبنانَ إلى الدائرة نفسها حيث تحوّلت كلّ تظاهرات الدعم لفلسطين التي تعمُّ العديد من البلاد العربيّة والإسلاميّة والكثير من دول الغرب، إلى تظاهرات لدعم لبنان، وحيث باتت بيروت مركز زيارات للعديد من المبعوثين الأميركيين والأوروبيين والدوليين يحاولون التفاوض مع لبنان للوصولِ إلى وقفٍ لإطلاق النار وتحقيق ما عجزَ الكيانُ الصهيونيّ عن أخذه بالعدوان أن يأخذه بالدبلوماسيّة».
أضاف «إذا كان المبعوث الأميركيّ هوكستين اليوم في تل أبيب ينتظرُ موافقةَ نتنياهو على مقترحات واشنطن لوقف النار في لبنان، وهو يدركُ أنَّ الورقة الأميركيّة لم تتم صياغتها أصلاً بمعزلٍ عن تل أبيب، فإنَّ ذلك يشير بوضوح إلى أنَّ أهلَ العدوان على فلسطين ولبنان باتوا يدركون أنَّهم يواجهون في غزّة، كما في بيروت، نوعاً من القادة المقاومين الذين يدركون أن ميدان المواجهة، لا الشطارة الدبلوماسيّة، هي التي تحدّدُ مصير العدوان».
وتابع «ليتذكّر من اعتبرَ أنه وسيط لوقف الحرب في لبنان، أنَّ حكومة بلاده وضعت الفيتو على قرار أمميّ يوقف الحرب على لبنان، فيما كان هو يحتسي القهوة في أحد مقاهي بيروت، عاجزاً عن الإجابة على سؤال كل لبنانيّ وكل عربيّ: «كيف تنجحُ بلادُك في وقف العدوان على لبنان، فيما مندوبها في مجلس الأمن يضع الفيتو على قرار وقف إطلاق النار في غزّة؟».
وأشارَ كاثوليكوس بطريرك بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك البطريرك روفائيل بيدروس الحادي والعشرون ميناسيان، في رسالة لمناسبة ذكرى الاستقلال، أنّه «في هذه اللحظة، نحتاجُ إلى أن نجدِّدَ العزم والإرادة لنعيدَ بناء الوطن من ركام الألم، وأن نضع نصب أعيننا رسالة السلام والمصالحة التي ستقودُنا إلى مستقبلٍ مشرق»، فيما اعتبرَ المفتي الجعفريّ الممتاز الشيخ أحمد قبلان أنَّ «كلَّ الفخر باللبنانيين الذين خاضوا تاريخ الاستقلال فاستقلّوا وأصرّوا على مقاومة كلّ عدوان وسحق كلّ محتلّ ليبقى هذا البلد عزيزاً بميثاقه وقراره ومشروعه الوطني، وما الاستقلالُ إلاّ تضحية وفداء وتضامن وتعاون وملاذات وطنيّة وشعبيّة وممانعة سياديّة وتأكيد ميثاق العائلة اللبنانية».
وأشارَ رئيسُ حزب «الوفاق الوطنيّ» بلال تقيّ الدين إلى أنّه «يأتي عيدُ الاستقلال هذا العام ولبنان يواجه عدواناً إسرائيليّاً من خلال ارتكاب المجازر والقتل والدمار ضدّ الشعب اللبنانيّ وهو ينتهكُ سيادةَ الأراضي اللبنانيّة». وحيّا «خصوصاً أبطال الجيش اللبنانيّ وأبطال المقاومة الصامدين الذين يتحدّون الكيان الصهيونيّ ويواجهوه بصمودهم». وختمَ «كلُّ التقدير والثناء للمؤسَّسة العسكريّة والوطنيّة التي تجاهد من اللحم الحيّ».