أخيرة

دردشة صباحية

العملة الأوروپية و«العمالة» العربية
‭}‬ يكتبها الياس عشي

مع بداية العام 2002 بدأ الأوروپيون (إثنتا عشرة دولة) يتعاملون باليورو، معلنين، بهذا الإجراء، وأدَ الحروب والمنازعات والانقسامات التي عاشتها القارة العجوز.
وما لفتني في هذا الحدث ليس «العملة» الأوروپية الموحّدة، وإنما «العمالة» العربية الموحّدة.
فمنذ «سايكس – پيكو» حتّى اليوم، لم يستطع العرب أن يخرجوا من الانقسامات والأحقاد والمؤامرات والكيديات.
ومنذ «وعد بلفور» وفلسطين مادة دسمة للشعارات والخطابات والمزايدات والتجارة والخيانة.
ومنذ أن تفجّرت أولى بئر نفط والخصوصية تتحكم بعالم عربي غنيّ، لو أحسن استغلاله، ووُظّفت ثرواته، لما كان للقادة اليهود أن يتصرّفوا في فلسطين وكأنهم «ظلُّ الله على الأرض»!
وصلت أوروپا إلى «اليورو»، وما زلنا غير قادرين على تأسيس سوق عربية مشتركة، ولا معرض دولي مشترك، ولا فريق كرة مشترك، ولا كونفيدرالية، ولا شبيهها، ولا اتفاقات ثنائية بين جارين!
تكاد أوروپا أن تصبح دولة واحدة، بينما نسمع أحاديث عن بلقنة الشرق الأوسط، وعن خرائط جديدة! و»إسرائيل» تكبر وتقوى، ويصبح لها مخالبُ وأنياب؛ ونحن لم نتفق، حتى اليوم، على كلمة موحّدة للمقاومة. وإلّا ما معنى أن تتحدّى أميركا ملايين العرب لترضي «إسرائيل»؟
عسى أن يجيبني أحدُهم… فأنا لا أرى إلّا «العمالة»!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى