من رمى قنبلة الدخان في عيون نتنياهو؟!
} فاطمة جيرودية
بفلسفة «لن أتحدث» التي أبدعها الرئيس بشار الأسد في مشهدِ القمة العربية في الرياض مؤخراً، والتي يجب علينا فهمها وإدراكها واتّباعُها لإيضاحِ الكثير مما خفيَ عن المشهد.. نحاول أن نكشفَ اللثامَ عن القطبِ الخفيةِ في مشهدية الصراع الدائر في منطقتنا مع حلفِ العدو ممتداً من تل أبيب إلى واشنطن!
لن نتحدَّث عن جرائمِ الكيانِ اللقيط ومشاهدِ الدمِ والتدميرِ التي يقومُ بها والتي تستوجبُ العقابَ بآلياتٍ مدروسةٍ وعملياتيةٍ!
ولن نتحدَّثَ عن أنَّ محورَ المقاومةِ لا بدَّ بدأ بالآلياتِ التنفيذية لذلك منذ زمن، وعن أنَّ كلمةَ السيِّدِ الرئيس كانت عناوينَ عمليةَ أخبرَ بها العالم ولم تكن خطاباً لإيقاظِ الضمائر الغافيةِ على جثامينِ الضحايا في فلسطين ولبنان من دون أن تقلق راحتَها رائحةُ دماءِ أطفالِنا ومشهدُ طحنِ عظامِهم وشيِّ لحومهمُ الغضة بآلةِ القتل الصهيونية النازية الأميركية!
ولن نتحدَّثَ عن أنَّ مقاوتنا الشريفة البطلة في محورنا قد افتتحت للصهيونيِّ عقدَه الثامن بطوفانٍ بريِّ بحري جويٍّ مبدع وانتهت بنا اليوم إلى انتهاجِ «الإنزال» فوقَ رأسِ تل أبيب ليل نهار، وما يعنيه ذلك عسكرياً في مشهدِ كيانٍ كان يظنُّ أن مقلاعَه ونجمتَه وقبَّته تحميه من كلِّ هجوم، وأنَّه من وراءِ ذلك كان يتسيَّدُ المنطقة ك «أقوى جيوشِها»، وكانَ على وشكِ أن يقبضَ عليها كلَّها بزنزانةِ أبراهام.. ولن نتحدث أنّ ملكَ أبراهام يبكي في غرفِه ومكاتبِه وتطيرُ أبابيلُنا فوق رأسِه تتوعّده بساعة الزوال!
بل علينا أن نتحدثَ عن القطب الخفية:
فدمشق تدعو طهران إلى زيارة على المستوى الرئاسي بعد وتيرة متصاعدة من اللقاءات التنسيقية وتصريحات عالية اللهجة ليس أقلها التنسيق بين الجيشين الصديقين وليس أكثرها تلويح لاريجاني بقدرة إيران على امتلاك النووي خلال أربع وعشرين ساعة إذا شاءت ذلك…
واليمنُ يقبضُ بالجرم المشهود على سفينة «أناضول» التركية التي كانت تختبئ بعلَم بانما مضطرةً إلى تغييرِ مسارِها والمغامرة بولوجِ مياهنا الإقليمية التي يمسكُ بها اليمن أمناً قومياً لقضيتنا، مما يجبرُ أردوغان على التنديد معترفاً بالسفينة وهو الذي ادّعى طوال الشهور الماضية أنه قطع علاقته بالكيان، وراح يستجدي اللقاءَ مع الرئيس الأسد تحت عنوان التوحد في وجه التهديدات «الإسرائيلية»، فيما طوى عنه الرئيس الأسد في خطابِه تحت قبةِ البرلمان السوري عقبَ أداء البرلمان قسمه الدستوري، في مشهدٍ يقول بأنّ الرئيس الأسد يقول لأردوغان المجرم لن تكون حاضراً في المشهد الديبلوماسي الآتي في المنطقة!
وروسيا تغيّر عقيدتها النووية وتخوضُ معاركَ قاسية مع كييف وتهدّد بأقسى، وعليه نجد سفارات أميركا وإيطاليا وإسبانيا واليونان في أوكرانيا تنغلق على احتمال هجوم صاروخي كبير من روسيا على كييف!
وبالتوازي نائب وزير خارجية روسيا يزور لاريجاني عقب عودته من جولته في المنطقة، وكوريا الديمقراطية ترفع مستوى التعاون مع الروسي!
في مجالس القمار السياسي فيتو أميركي لا يسقط فقط مشروع وقف إطلاق النار في غزة ولبنان.. بل يسقط بالضربة الفيتوية القاضية كلّ ادّعاءات ترامب في حملته الانتخابية.. ما يؤكد أنّ فريق الصقور الذي انتخبته الدولة العميقة رفقةَ ترامب في مهامه لم يأتِ على دعاوى السلم في منطقتنا والعالم.. هي دعاوى لا تنطلي على محور المقاومة ولا مساحة لها في الحسابات سوى على شاشاتِ التحليل السياسي!
وفي القطب الخفية:
فيديو بثته صفحات قطعان المستوطنين وإعلام العدو عن مقر لجيش الكيان تمّ تدميره بالأمس بمسيرة انقضاضية آتية من لبنان كما قال المتحدث باسم جيش الكيان.. تظهر في الفيديو بدلة عسكرية، بدلة لمقاوم، تؤدي رسالة تشي بأنّ ذلك اليوم وراءه الكثير مما تكتم عليه العدو…
وتصريحاتٌ من داخل الكيان عن قتيل له أهمية كبيرة يوحي بالمخفي الأعظم… يقولون عالمٌ آثاري!
واستجداء نتنياهو في فيديو تمّ تسريبه لمن يدلّه على أسير من أسراه في غزة توحي بأنّ وراء لغة التهديد بسحق حماس واسترجاع الأسرى مقاتل يحاصر رئيس وزراء الكيان.. يبحثُ نتنياهو عن مخرجٍ له يتحدث عنه إيهود أولمرت مصرحاً بما ينتظرُ رئيس الوزراء الحالي عقب إيقافِ إطلاقِ النارِ مباشرة!
فمن رمى الدخان في عيون نتنياهو وترامب…؟!
وهل جاءت مُسيّرة الحزب بمهمة إنزال بدلة عسكريِة لجنودنا في المكان عوضاً عن الانقضاض لتدميره؟!
وبعد استهداف المقاومة لمقر الكرياه ومكاتب «الأمن» وغرف اجتماعات القادة السرية وتجدّد التحليق بالمضيئات فوق منزل نتنياهو وصولاً إلى ما نراه اليوم… ماهو واقع حلف الكيان؟ وفي عهدةِ من تقعَ المسؤولية عن أمنِه؟ وتحتَ أيِّ قبعةٍ صهيونيةٍ تُكادُ المكائد لنتنياهو للانقضاضِ عليه من الداخل وهو يواجهُ ما يواجُهه من مقاوماتنا؟
وهل للعبور طرائق وفلسفة مختلفة عن الفهم العسكري التقليدي له تنفذُّه المقاومة التي باتت مُسيّراتُها تجوبُ تل أبيب ليلَ نهار متى شاءت…!
ومجدَّداً.. من رمى الدُّخان في عيون نتنياهو؟!
حلفُ نتنياهو تحت رحمةِ الإنزال… إنزالِ العقوباتِ عليه بالذلّ قبل الزوال!
وبيننا وبينكم الأيام والليالي والميدان…