أهم جملة قالها بايدن
أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن عن بدء سريان وقف إطلاق النار بين لبنان وكيان الاحتلال الرابعة فجر اليوم، لكنه لم يعلن الأمرين اللذين كان ينتظرهما المناوئون للمقاومة، فلم يعلن أن هناك لجنة بقيادة أميركية سوف تشرف على منطقة جنوب الليطاني، واللجنة تبقى لمراجعة الشكاوى، ويبقى الجيش اللبناني تعاونه قوات اليونيفيل مرجعية الأمن في جنوب الليطاني كما يقول القرار 1701، ولم يعلن عن إرسال قوات أميركية ولو بمئات الجنود للمشاركة في الإشراف على تطبيق الاتفاق. وهذا يعني أن الذي تغيّر عن ما جرى عام 2006 هو أن أموس هوكشتاين حل مكان غونداليزا رايس مثلما حل الرئيس نجيب ميقاتي مكان الرئيس فؤاد السنيورة.
التهويل بأن الجيش اللبناني سوف يكون القوة التي تصطدم بالمقاومة ليس جديداً، وينمّ عن جهل بالواقع اللبناني، فالجيش يدرك أن مهمته مواجهة خطر العدوان الإسرائيلي الذي لا يستطيع أحد تبرئته من الأطماع ومن الإجرام ولا يستطيع أحد الحديث عن ضمان دولي يمنعه من العدوان، والجيش لم يسمع من الذين يريدونه تهديداً للمقاومة لا للاحتلال، أي سعي لتسليحه بما يتيح له القيام بالواجب الذي أقسم على القيام به، وهو حماية الحدود من العدوان. والجيش يعلم وفقاً للتجربة أن لا حماية للبنان من دون قوة، وأن حرمانه من هذه القوة هو المبرّر الرئيسيّ لبقاء سلاح المقاومة حاجة وطنية فكيف يتآمر عليها ويغدر بها؟
في عام 1983 تورط النظام السياسي اللبناني بالتآمر مع الأميركي والإسرائيلي على حساب المصلحة الوطنية تلبية لحسابات شهوات السلطة والمال، وسار بتلبية مطالب واشنطن وتل أبيب بتوقيع اتفاق 17 أيار، الذي منح الاحتلال ميزات من حساب السيادة الوطنية، وقام ببناء جيش تحت الرعاية والإشراف الكامل لواشنطن، وعندما قرّر استخدامه بوجه المقاومة وانتفاضة الشعب الرافض لاتفاق 17 أيار تفكك الجيش، وانسحب الاحتلال ورحل المارينز.
الجملة المفيدة التي قالها بايدن هي أن لا إرسال لأي جندي أميركي الى جنوب لبنان.
التعليق السياسي