إلى روح الأمين معضاد نجم
ل ن
عرفته منذ ستينات القرن الماضي، عندما تعرّفت للمرّة الأولى إلى الرفيق سليم سلمان، ثم تباعاً إلى الرفقاء: خالد سلمان، وجدي سلمان، جهاد أبو غانم، رمزي سلمان، والرفيقة نجوى سلمان التي اقترنت لاحقاً من محافظ الجنوب الرفيق حليم فياض.
كان اسمه مرادفاً لكلّ عمل حزبيّ في الغرب، ولم نكن نقول الرملية، إلّا ونذكر معها الرفيق الأمين لاحقاً معضاد نجم.
عرفته أكثر عندما علمت من الرفيقة أروى بو عزّ الدين أنه زوج خالتها الرفيقة منتهى بو عزّ الدين. فقد حدثّتني أكثر عنه. وعندما تولّى مسؤولية منفذ عام الغرب منذ عام 1987، تواصلنا أكثر وتوطّدت علاقتي به، ومعها الكثير من المودّة والاحترام.
كنت أعرف عنه ثقافته العقائدية، حضوره الأدبي والتربوي والاجتماعي، كما الحزبي، في الرملية، وفي القرى المحيطة، وفي الغرب.
إنما، عندما شاركت في واجب تشييعه ، واستمعت إلى ما قاله عنه معارفه، عرفته أكثر، وجيّداً.
البعض تعرفهم أكثر عند رحيلهم، إذ تستمع إلى حديث الناس عنهم… تصغي إلى الكلمات التي تنبع من القلب والوجدان وتتحدّث بصدق، وتحكي.
ساعتئذ، عرفت الأمين معضاد مربّياً، أستاذاً بالقدوة، ضليعاً باللغة العربية، أديباً، مؤسّساً حضوراً ثقافياً في بلدته وفي المحيط.
من المؤسف أننا لا نعرف رجالاتنا إلا عند الرحيل. نبكيهم وقد شعرنا أن رحيلهم ترك فجوة، هيهات أن تُملأ. إنما، وهم على قيد الحياة، لم ندوّن مذكّراتهم. لم نسألهم تاريخ الحزب في بلداتهم، وعن حوادث كثيرة يعرفونها، ولم نوظّف كفاءاتهم في سبيل نموّ الحزب في متّحداتهم.
كأننا أدمنّا البحث عن الهِنات، فنحكي عنها ونزيد عليها، لا عن المنارات عند كلّ رفيق فنوظفها في سبيل الحزب، نموّاً وانتشاراً.
اليوم، أشعر بحزن عميق لرحيل الأمين معضاد نجم. وأكثر لأنّني لم أتمكن من زيارته لأستمع ونتحدّث، ونتبادل الكثير في سبيل حزبنا.
كم هو محزن أن نخسر الرياحين من حزبنا، تباعاً.
والأمين معضاد نجم واحد منهم.
شاركت مع حضرة رئيس المجلس الأعلى الأمين محمود عبد الخالق. كان مأتماً حاشداً شارك فيه رفقاء من منفذيات: الغرب، الشوف، والمتن الأعلى، يتقدّمهم المنفذون العامون وأعضاء هيئات المنفذيات.