الوطن

قاسم في خطابِ النصر: منَعنا العدوّ من إنهاءِ حزب الله وتحقيقِ أهدافه وسنعملُ لحمايةِ الوحدة الوطنيّة والسيادة وتعزيز قدرة لبنان الدفاعيّة

 

خسائرُ «إسرائيل» كبيرة جدّاً وحصلَ تهجيرٌ إضافيّ للمستوطنين

التنسيق بين المقاومة والجيش سيكونُ عالي المستوى لتنفيذِ الاتفاق

سنهتمُّ باكتمالِ المؤسَّسات الدستوريّة وعلى رأسها انتخاب رئيس الجمهورية

خططُ السيد نصر الله فعّالة وتأخذُ في الاعتبارِ الظروفَ والخَيارات

 

أكّدَ الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم «أنّنا أمامَ انتصارٍ كبيرٍ للمقاومة على العدوّ الإسرائيليّ، أكبر من انتصارِ تمّوز مع كلِّ التضحيات التي قُدِّمت وكلِّ الدعمِ الغربيّ للعدوّ»، موضحاً أنّنا «انتصرنا لأنَّنا منعنا العدوّ من إنهاء حزب الله والمقاومة ومنعناه من تحقيق أهدافه». وفي الشأنِ الداخليّ، شدّدَ قاسم على «العمل لحماية الوحدة الوطنيّة والسيادة وتعزيز قدرة لبنان الدفاعيّة»، مشيراً إلى أنَّ «المقاومة ستكون جاهزة للدفاع عن لبنان وكلّ القوى وبالطليعة الجيش اللبنانيّ».
كلامُ قاسم جاءَ في كلمةٍ متلفزَةٍ مساءَ أمس، بمناسبةِ النصرِ الكبيرِ على العدوّ «الإسرائيليّ» وقالَ فيها إنَّ «المقاومةَ منذُ أن بدأت بإسنادِ غزّة قالت إنَّها جاهزة للحربِ إذا فرضَها العدوّ الإسرائيليّ»، لافتاً إلى أنّه «منذُ 64 يوماً تقريباً بدأ العدوانُ البرّي الإسرائيليّ وهذا العدوان أخذَ شكلاً واسعاً على لبنان ووضع العدوّ سقفاً له وصولاً إلى رسمِ الشرق الأوسط الجديد، وبدأ معنا بطريقةٍ أمنيّة عبرَ تفجيرِ البايجر والاغتيالات وصولاً إلى اغتيالِ الأمين العام السيّد حسن نصر الله».
وأضاف «هذا الأمرُ جعلنا نعيشُ حالةَ إرباكٍ لعشرةِ أيّامٍ والعدوّ توقَّعَ أنّه قادر على إنجازِ ما يريدُ خلالَ فترةٍ وجيزةٍ لكنّ الحزبَ استعادَ قوّته ومبادرته ومقاومته فشكّلَ منظومةَ القيادة والسيطرة مجدّداً ووقفَ صامداً عى الجبهة من خلال المقاومين وبدأ بضربِ الجبهة الداخليّة الإسرائيليّة».
وأشار إلى أنَّ «خسائرَ إسرائيل كبيرة جدّاً وقد حصلَ تهجيرٌ إضافيّ للمستوطنين حيث أصبحَ هناك مئات الآلاف من النازحين وقُتل وجُرح الكثير من ضبّاطِ وجنودِ العدوّ كما ضُربت ودُمِّرت آليّاته»، مؤكّداً أنَّ «العدوّ وصلَ مع المقاومة إلى حالةِ انسدادٍ بالأفق، وأثبتت المقاومة أنَّها جاهزة وأنَّ الخططَ التي وضعها السيّد الشهيد حسن نصر الله هي خططٌ فعّالة تأخذُ في الاعتبارِ الظروفَ والخَيارات المتعدِّدة».
وتابع «ضغطَ العدوّ على أهلنا لكن لم ينجح مع أشرفِ الناس وراهنَ على الفتنة الداخليّة فكانَ رهانُه فاشلاً بسببِ التعاون بين الطوائف والمناطق والقوى المختلفة وهذا فوّتَ على الإسرائليّ زاوية أخرى من زوايا الانتصار»، وقال «أتى صمودُ المقاومين الأسطوريّ والاستشهاديّ الذي أرعبَ العدوّ وأدخل اليأس إلى نفسه، كما أنَّ الميدانَ حاصرَ العدوّ ليذهب إلى وقفِ العدوان من دونِ تحقيقِ أهدافه».
وأضاف «كنتُ أريدُ أن ألقيَ كلمتي في اليومِ الأول للانتصار لكن رأيتُ الناسَ تعودُ إلى قراها منذ اللحظة الأولى، يعبّرون عن مشاعرهم ويرفعون شارات النصر، فانتظرتُ لآخذ منهم مواقفهم وأعبّر عنهم كيّ لا يكون الخطابُ تعبويّاً». وتابع «سمعتُ الناسَ كيف تتحدّث عن الانتصار والعزّة وكيف يتحدّثون بكلِّ ثقة أنَّهم ضحّوا وأنَّ كلّ ذلك فداء لروح السيّد نصر الله وأنّهم ربحوا رضى الله وكسبوا العزّة ومن مات انتقل إلى ربه شهيداً وأنَّ الناسَ تريدُ العيشَ حياةً كريمة».
وأكّدَ أنّه «كنتيجةٍ لمعركةِ أولي البأس، نحنُ أمامَ انتصارٍ كبيرٍ للمقاومة، أكبرَ من انتصارِ تمّوز مع كلّ التضحيات التي قدِّمت وكلّ الدعمِ الغربيّ للعدوّ، ومع ذلك ثبت المقاومون»، مُضيفاً «انتصرنا لأنَّنا منعنا العدوّ من إنهاء حزب الله والمقاومة وهزمنا العدوّ لأنَّ نتانياهو ذهبَ ليبرِّرَ للإسرائيليين لماذا اضطّرَ للرضوخِ ووقفِ العدوان وهو قال إنّه يريد ترميم جيشه وإعادة تسليحه».
وشدَّدَ قاسم على «انتصار المقاومة لأنَّها استمرّت وستبقى مستمرّة والتضحياتُ كانت كبيرة لكنَّها كانت أمامَ عدوانٍ غير مسبوق»، مؤكّداً « أنَّ هذا النصر، هو لكلِّ من ساهمَ بصُنعه بالرصاصةِ والجرحِ والدعاء والكلمة والمؤازرة، هو لكلِّ من تمنّاه لكلِّ شريفٍ وحرٍّ أيّدَ المقاومة ودانَ العدوان».
وأكّدَ أنَّ «أعداءَنا مهزومون فهم يقولون إنَّ حكومة إسرائيل ترفعُ العلمَ الأبيض بينما أعلامُ حزبِ الله ترتفعُ في لبنان، وغالبيّة الإسرائيليين أقرّوا أنَّهم لم ينتصروا»، مُضيفاً «انظروا إلى مشهدِ عودةِ النازحين عندَنا ومنظرِ عدم عودة المستوطنين عندَهم، الهزيمةُ تحيطُ بكلّ جانب لهذا العدوّ الإسرائيليّ».
وأوضحَ «أنَّ اتفاقَ وقفِ إطلاق النار ليس معاهدةً وليس اتفاقاً جديداً وإنَّما هو برنامجُ إجراءات تنفيذيّة لتطبيق القرار 1701»، لافتاً إلى أنَّ «محورَ الاتفاق المركزيّ هو جنوب نهر الليطاني وهو يؤكّدُ على خروج الجيش الإسرائيليّ من المناطق التي احتلَّها وينتشرُ الجيشُ اللبنانيّ جنوب نهر الليطاني».
وشدّدَ على «أنَّ التنسيقَ بين المقاومة والجيش سيكونُ عالي المستوى لتنفيذِ الاتفاق ولا يراهن أحد على الخلاف، فالجيشُ سينتشرُ في وطنه وهم أبناونا وسيقومون بمهمّةِ حفظِ الأمنِ في لبنان وعلى الحدود»، مؤكّداً أنَّ «هذا الاتفاق تحتَ سقفِ السيادة اللبنانيّة وافقنا عليه والمقاومة قويّة ولنا الحقُّ بالدفاع».
وتابع «المقاومون يتحدّثون عن أعمالٍ لا يعرفون كيفَ تمَّت وحصلَت، الشكرُ لله لأنّه نصرَنا والشكرُ والاعتزاز برجالِ الله في الميدان الذينَ أذلّوا العدوَّ وواجهوه مواجهةً أسطوريّة بإخلاص»، وتوجّه إلى المقاومين بالقول «أنتم العزّة وقوّة البأس يا طهرَ الأرض ونورَ السماء أنحني أمام تضحياتكم يا بناةَ مستقبل أجيالنا الواعد»، معلناً أنَّ «الشكرَ لشهدائنا الكبار وكلُّ شهدائنا كبار لأنَّهم تعالوا على هذه الدنيا، كلّ الشهداء في القرى والمدن من الرجال والنساء من المقاومة وعموم والناس، وعلى رأس هؤلاء سيّد شهداء الأمّة السيّد نصر الله، أشكرُك يا سيّدي ويا مولانا لأنَّكَ كنتَ شرارةَ الانتصار وكنتَ معبِّد الطريق للانتصار ومعك الشهيد السيّد هاشم صفيّ الدين وقبلك الشهيد السيّد عباس الموسوي والشهيد راغب حرب والقادة الشهداء الشيخ نبيل قاووق والسيّد مُحسن شكر والحاج إبراهيم عقيل والحاج عماد مُغنيّة والسيّد مصطفى بدر الدين والحاج حسّان اللقيس وكلّ مجاهد معهم».
ووجّه قاسم تحيّةَ إكبارٍ لشهداءِ الجيش اللبنانيّ ولشهداء الأجهزة الصحيّة والإسعافيّة، وتحيّة للجرحى سائلاً لهم الشفاء وقال «للأسرى سيكون الفرجُ قريباً».
وتابع «الشكرُ لأطهرِ وأشرفِ وأكرمِ الناس نُباركُ لكم إحباط عدوان عدوّكم وكلُّ الشُكر للصامدين والنازحين والمدمَّرة بيوتهم وقراهم، نعتزّ بكم يا أهلنا في الجنوب والبقاع والضاحية والشمال وبيروت، نعتزُّ بأبناء وطننا من كلّ الطوائف والمناطق الذين كانوا سنداً للمقاومة وقوّة لبنان».
وقال «الشكرُ الكبير للمفاوضِ الكبير الرئيس نبيه برّي وللرئيس نجيب ميقاتي وللأجهزة الأمنيّة والإعلاميّة والصحيّة والإسعافيّة والدفاع المدنيّ، ونخصُّ بالشكرِ حركةَ أمل قيادةً وعناصرَ وأهالي»، مؤكّداً أنَّ «حزبَ الله وحركة أمل جسدٌ واحدٌ في تنظيمين، أوَلسنا جميعاً أبناءَ السيّد موسى الصدر؟».
وتابع «الشكرُ لإيران قيادةً وشعباً وحرساً وللإمامِ الخامنئيّ الذي يدعمُ ويؤيّدُ على نهجِ الإمام الخمينيّ، والشكرُ لحرسِ الثورة الإسلاميّة وبالأخصّ للشهيدِ قاسم سليماني ولرئيسِ الجمهوريّة الإسلاميّة وكلِّ أجهزتها».
وشكرَ «اليمنَ الأبيّ شعباً وقيادةً وخصوصاً السيّد عبد الملك الحوثيّ الداعم لقضايا الأمّة»، مُضيفاً «الشكرُ للعراق الأبيّ عراق الشهامة لمرجعيّته وحشده وشعبه فهو رمزٌ للعطاء وهنا نتذكّر الشهيدَ أبو مهدي المهندس»، كما شكرَ «سورية التي حضنت المقاومة وشعبها».
وشدّدَ قاسم على أنَّ «دعمَ المقاومة لفلسطين لن يتوقّفَ وبأشكالٍ مختلفة»، معتبراً «أنَّ فلسطينَ والقدسَ هما قضيّة الأحرار ودعمُنا سيستمرُّ بالطرقِ المختلِفة».
وفي الملفّ الداخليّ اللبناني، قال قاسم «سنتابعُ مع شعبنا عمليّة إعادة الإعمار والبناء وخصوصاً الإيواء الكريم في هذه المرحلة وهي عمليّة كبرى، لدينا الآليّات المناسِبة لها وسنتعاونُ مع الدولة وكلّ الدول والمنظَّمات التي ترغبُ أن تساعدَ لبنان لنعيدَ لبنانَ أجمل مما كان تنفيذاً لوعدِ السيّد نصر الله».
أضافَ «كما سنتهمُّ باكتمالِ عقدِ المؤسَّسات الدستوريّة وعلى رأسها انتخاب رئيس الجمهوريّة وأن يتمَّ في الموعد المحدَّد 9 كانون الثاني، كما سيكونُ حضورُنا في المجالاتِ كافّة لبناء الوطن والدولة والمؤسَّسات».
وأكّدَ أنّه «سيكونُ عملنا الوطنيّ بالتعاونِ مع القوى السياسيّة التي تؤمنُ أنَّ الوطنَ لجميعِ أبنائه»، معرباً عن أسفه «أنَّ رهاناتِ بعضِ من تمنّى إنهاء الحزب قد فشلَت ونؤكّدُ أنَّنا سنتحاورُ مع كلّ القوى التي تريدُ بناءَ لبنان وفقاً لاتفاق الطائف»، مشدّداً على «العملِ على حمايةِ الوحدة الوطنيّة والسيادة وتعزيزِ قدرة لبنان الدفاعيّة وستكونُ المقاومة جاهزة للدفاعِ عن لبنان وكلّ القوى وفي الطليعة الجيش اللبنانيّ».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى