أخيرة

حوار بين عصفور وشاميّ

 

أمسِ حطّ عصفور مُحبط وحزين على رؤوس أصابعي. طلب منّي أن أدلَّه على طريق الشام. أخبرني أنه، قبل أيام، كان دليلَه إليها صوتُ النوافير، وعبقُ الياسَمين، وهديلُ الحمام. فكيف أعود اليوم؟
يمكنك، قلت له، أن تبدأ بميسلون، وأن تعرّجَ على الجامع الأموي، وأن تستريح على قبّة كنيسة الصليب، وأن تُغمضَ عينيك متماهياً مع أصوات المؤذنين ورنين الأجراس. ويمكنك، يا صديقي العصفور، أن تنضمَّ إلى قوافل الورد الزاحفة من قلب الإعصار، لترميم ربيع أمعن الغرباء في تشويه وجهه الطلق.
ولكنْ، قال العصفور، كيف الوصولُ إليها والسبلُ مقطعة، والقراصنةُ في كلّ مكان، والأشجارُ محترقة؟ أنا مجرّد عصفور!
قلت: ولكنك، ككلّ العصافير، مفطورٌ على الحرية! يومَ كنّا على مقاعدِ الدراسة كنتَ محورَ الحديثِ عندما يدور الكلامُ عن الحريّة ووقفاتِ العزّ. الموتُ برصاصة صيّادٍ أفضلُ عندك من عيش هنيء في قفص، هذا ما عرَفناه عنك…

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى