أين «إسرائيل» من الحرب السورية؟
كتب المعلّق العسكري الصهيوني في صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية آلِكس فيشمان، مقالاً حول الأحداث في سورية، والسياسة التي يتبعها كيانه مع الملف السوري، والتي سمّاها «دعوهم ينزفون».
وقال فيشمان: «هذه هي سياسة وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون الرسمية، التي أوكلها للمؤسسة الأمنية في ظل الأحداث في سوريا»، مضيفاً أنه «على المستوى الاستراتيجي، وبكلمات أخرى، نحن لن نتدخل لمصلحة أحد».
واعتبر فيشمان أنّ «إسرائيل» قد تقف على الحياد في ما سمّاه «الحرب الأهلية» في سورية، «إلا أنها وعندما تمسّ مصالح القدس، كما قيل على الأقل، فتغوص حتى العنق في الفوضى السورية».
وأكد أنه «ليس ثمة مصادفات تحدث على الحدود مع سورية» ـ في إشارة منه إلى مقاتلة سلاح الجوّ «الإسرائيلي» التي قتلت أربعة مسلحين وهم يحاولون زرع عبوة على حدود هضبة الجولان الأسبوع الماضي، فهي بحسب رؤيته، لم تُستدعَ إلى المكان عبثًا. وزعم أن القوميين السوريين الدروز، نفّذوا، بإرشاد من حزب الله، هجوماً مشابهاً قبل 18 شهراً، متسببين بإصابة ضابط في الجيش «الإسرائيلي» إصابات خطرة.
واعتبر في المقابل، أن توقيت الهجوم في كانون الثاني الفائت، على قافلة تقل الشهيد جهاد مغنية، المسؤول عن نشاط حزب الله في الجولان، بحسب قوله، لم يكن محض صدفة أيضاً. مضيفاً أن بعد ذلك بأيام قليلة، «قال يعالون إنّ البنى التحتية التابعة لحزب الله في مرتفعات الجولان قد دُمّرت، إلّا أنّ الوضع لم يبقَ على حاله مطوّلًا».
وأشار فيشمان إلى أنّ «إسرائيل» صارت تشعر بالأمان بعد سيطرة التنظيمات «الإسلامية الجهادية» على المنطقة الحدودية، ولم تتعرّض بعد ذلك لحادثة هجوم واحدة منذ تراجع الجيش السوري منها، زاعماً أن الكيان يملك السيطرة التامة استخباراتياً وعملياً على كلا طرفَي الجدار الحدودي.
هناك حالتان شاذتان لاستراتيجية «دعوهم ينزفون»، يكتب فيشمان، «الأولى عندما يتم انتهاك سيادة إسرائيل، والثانية عندما تتسرّب بعض الأسلحة من سورية إلى أيدي حزب الله في لبنان». مشدّداً على أن كلًّا من سورية وإيران وحزب الله يعرف الخطوط الحمراء للكيان الصهيوني بشكل جيد.
ويفترض المعلّق العسكري أنّ كيفية اختيار الأهداف وتنفيذ العمليات العسكرية من قبل «إسرائيل» المعدة لتعزيز عامل الردع قد تقوّض من حرّية عمل سلاح الجوّ «الإسرائيلي» في الأجواء اللبنانية. معتبراً أنّ هذا الرهان المحسوب أثبت نفسه حتى الآن، و«هنا يكمن الخطر، فمع مرور وقت أطول، يميل متّخذو القرارات في تل أبيب بشكل أكبر إلى الوقوع في أتون النتائج، ما يزيد من المخاطر. فقد تجد إسرائيل نفسها جزءاً لا يتجزّأ من الصراع في سورية».
وتوقّع فيشمان حصول حزب الله على صواريخ أكثر حداثة ودقّة في لبنان، مع تحوّل مرتفعات الجولان إلى ساحة قتال. مؤكّداً أن وزير الحرب «الإسرائيلي» ورئيس الوزراء يلعبان دوراً مركزياً في إرسال المؤسّسة العسكرية الدفاعية إلى ضمان عدم حدوث ذلك.