أولى

حصة أردوغان من سورية؟

 

– حلم الرئيس التركي رجب أردوغان بأن يشهد اللحظة الراهنة، لحظة تدخل فيها الجماعات التي رعاها وسلّحها إلى دمشق، وتصبح هي نواة السلطة الجديدة، معتقداً أن تلك حلقة مفصلية في المشروع العثماني الجديد، كما بدا في خطابه بعد دخول حلب، لكن حجم فرحته بانتصار حربه في خطاب أمس بدا متواضعاً، فماذا حدث؟
– اعتقد أردوغان أنه سوف يكون وكيلاً حصرياً في سورية يؤمن المصالح الأميركية والإسرائيلية عبر ضمانات كتلك التي قدّمها للروس، لكنه بدأ يكتشف أن الأميركي والإسرائيلي لديهما مشاريعهما الخاصة التي تتجاوز دوره كوكيل مفترض، وقد ظهرت بوضوح حالة المواجهة الكردية وهي تحظى بدعم ومؤازرة من واشنطن وتل أبيب، وبدا أن بقاء الدويلة الكردية شرط لقيام الدولة الجديدة في دمشق، بكل ما يعني ذلك من تهديد لوحدة تركيا وأمنها.
– من جهة مقابلة بدأ رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يظهر أجندته الخاصة ليس فقط بما يتصل بتدمير مقدرات سورية العسكرية، وهذا لا يزعج أردوغان ولا مشروعه، بل ما كشفه نتنياهو عن حرية العمل والتحرّك لقواته في سورية وصولاً الى جوار دمشق، والإعلان عن أن ضم الجولان نهائي الى الأبد، بما يعنيه ذلك من رفع سقف الإحراج لأردوغان كوصي على حكومة الشام الجديدة، بربط استقرارها بقبول التخلّي عن الحدّ الأدنى الأدنى من موجبات الكرامة وليس فقط السيادة، وهي في حضن السلطان القائم على العنفوان.
– عملياً يعرض الأميركي والإسرائيلي على أردوغان أن يكتفي بحصته المتمثلة بالسيطرة على حلب، وعودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم، وأن يطلب انه في الداخل التركي من الإسرائيلي، لأنه الراعي الضمني والذي سوف يصبح علنياً لمشهد الدولة الكردية في شمال سورية، امتداداً إلى العراق.
– أردوغان عقد مع واشنطن وتل أبيب صفقة على ظهر شريكيه، وافترض أن في الصفقات شرف التعهدات، ناسياً أنه فعل الشيء نفسه عندما صدقت روسيا وإيران تعهداته، ليصير لسان حاله يا فرحة ما كملت.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى