أخيرة

التطبيع المعلَن والمضمَر

 

تجتاحني، أحياناً، رغبة في أن أنسى حتى الحروف الأبجدية، فأقيم، بيني وبين الكتاب، سوراً عالياً، وأخبّئ الأوراق والأقلام في مكان لا أصل إليه، وأفرّغ ذاكرتي ممّا آمنت به، وممّن آمنت بهم، ومن كلّ المبادئ العظيمة التي من أجلها عشتُ حتّى اليوم، وما زلت أعيش، والتي بسببها أردّد، كما سقراط، بأنني «ما زلتُ واثقاً من جهلي».
إنه الشعور بالقرف… وبالإحباط… وبالتراجع…
إنه الزمن الرديء، والسيّئ والمنافق… إنه العالم العربي الذي يضغط عليك، ويحاصرك، ويفقأ عينيك كي لا ترى، ويجلدك، ويدجّنك… وفي نهاية الشهر يدفع لك راتباً، ويقرأ عليك واجباتك، ويسمعك عظة عن حقوق الإنسان، وأخرى عن فلسطين.
إنه العالم العربي الذي غيّر إنجيله بتوراة، وقرآنه بتلمود، وطباعه المركبة على الثورة والرفض بتطبيع عربي أو مضمَر. وغيّر تاريخه المحكي من على صهوات الفرسان بتاريخ مزوّر بدأ في «كامب داڤيد» ولا يعلم غير الله إلى أين سينتهي…

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى