أولى

التحدي الإسرائيلي في سورية

 

– الاندفاعة الإسرائيلية في سورية بلا كوابح، والواضح أنها في جزء منها تعبير عن رغبة التوسّع التكوينيّة في كيان الاحتلال والخرائط المعلنة تشير إلى ذلك، وفي جزء منها تعبير عن الحاجة لصورة القوة الإسرائيلية بعد صورة الضعف التي أظهرتها مسارات حرب لبنان وحرب غزة.
– إذا قاطعنا الكلام الصادر عن بنيامين نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال عن ربط إعادة النظر بالتوسع في سورية بوجود حكومة دستورية شرعية، مع المسارات الأكثر تفاؤلاً لولادة مثل هذه الحكومة فنحن نتحدث عن سنتين، كحد أدنى، حيث مهلة الحكومة الانتقاليّة التي تشرف على الدستور والانتخابات هي سنة ونصف وعمر الحكومة المؤقتة ثلاثة شهور وثلاثة شهور لإجراء الانتخابات وتشكيل حكومة جديدة تتسلّم البلاد. وهذا يعني أن جيش الاحتلال سوف يبقى يسرح ويمرح سنتين، وبعدها ليس بالضرورة أنه سوف يتوقف بل على الأرجح سوف يضع شروطه للتفاوض، ومنها على الأرجح أيضاً شرعنة هذا التوسع أو بعضه إضافة إلى المطالبة بقبول ضمّ الجولان إلى الكيان.
– تحدّث وزير خارجية دولة الانتداب الحالي على سورية خاقان فيدان، فقال إنّه ليس مطلوباً من الحكم الجديد الناشئ مواجهة الإسرائيليين، لكن على الإسرائيليين أيضاً أخذ وضع الحكم الناشئ بعين الاعتبار، لكن فيدان يعلم أن بيان العقبة الذي شارك في صياغته مع عدد من الدول العربية بشراكة أميركية لم يلق آذاناً صاغية من بنيامين نتنياهو، الذي يعرف أن أميركا لا تتحدث بصورة جدية وصادقة عن كل ما يتصل بكيان الاحتلال إلا في الجلسات التي تجمعها بقادة الكيان، أو عندما يطرح موضوع للتصويت في مجلس الأمن ويتعلق بالكيان. وسوف يرى كل المشاركين في اجتماع العقبة أنّهم إذا تقدموا بطلب بيان إدانة من مجلس الأمن الدولي للتحركات الإسرائيلية فإن الفيتو الأميركي سوف يكون جاهزاً.
– الشعب السوري والمواطنون السوريون يعيشون أمام التحدي الإسرائيلي أياماً تاريخية، والقصد أنها أيام سوف يسجلها التاريخ عليهم ولهم يوماً بيوم، كما فعل بالنسبة إلى أجدادهم وتغنى الأحفاد بما قال، فسوف يقول التاريخ إن التوغل الفرنسيّ في سورية واجه مقاومة مسلحة من اليوم الأول، وإن التوغل الإسرائيلي واجه مقاومة السوريين بعد عدد من الأيام لا نعلمه حتى الآن، وننتظره بفارغ الصبر.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى