تقرير بيدرسون: سورية قنبلة موقوتة
الإحاطة التي قدّمها المبعوث الأممي إلى سورية غير بيدرسون قدّمت صورة مليئة بالقلق لأسباب سياسية وليس لجهة تركيزه على حجم الحاجات الإنسانية العاجلة فقط، خصوصاً أن الحاجات الإنسانية قابلة للتدارك إذا قرّرت الدول المقتدرة ذلك، لكن التعقيدات السياسية تبدو شديدة التعقيد.
تحدّث بيدرسون عن انقسامات في الجماعات المسلّحة الكبرى حول الخيارات التي تنتهجها السلطة الجديدة التي تقودها هيئة تحرير الشام من دمشق عبر حكومة الإنقاذ المؤقتة، وعدد لا يُستهان به من الفصائل التي تسيطر على حلب وإدلب وحماة وأعلنت رفضها دعوة أحمد الشرع قائد هيئة تحرير الشام لحل الفصائل المسلحة ودمجها بالجيش، وقالت إنها مستعدّة للقتال ضد كل مَن يحاول نزع سلاحها.
أشار بيدرسون إلى خطورة التوتر بين الأكراد الذين تمثلهم قوات سورية الديمقراطية وتدعمهم أميركا وتقول إنّهم ضمانة منع تنظيم داعش من العودة، وبين الأتراك الذين كانوا رعاة المشهد السوري الجديد والذين يعتبرون أن لا مجال أمام المهادنة في قرار إنهاء قوات سورية الديمقراطية والتي يعتبرونها امتداداً لحزب العمال الكردستاني وتصنيفه كمصدر للخطر على الأمن القومي التركي.
دعا بيدرسون إلى ضبط الحركة الإسرائيلية التوسعيّة والعدوانية التي تمثل إحراجاً كبيراً للوضع الجديد في سورية، معتبراً أن عدم ضبطها بالعودة الى العمل وفق اتفاق فك الاشتباك الموقع عام 1974 سوف يعني تقويض الوضع الجديد.
خلاصة كلام بيدرسون القول إن ما في سورية لن يكون بداية استقرار سياسي وأمني بغير جهد مشترك للمجتمع الدولي على أعلى مستويات القرار، يقوم على تحييد المصالح والحسابات الخاصة بالدول الفاعلة والكبرى عالمياً وإقليمياً وتكريس القدرات والجهود لما يحقق مصلحة السوريين ويساعدهم، بعكس ما يجري من تنافس على استثمار الوضع الضعيف لسورية لتحقيق مكاسب خاصة لأجندات الدول الفاعلة في الإقليم، دولية كانت أم إقليمية.