أولى

أجساد الشهداء تنهشها الكلاب

 

تنقل الصحف في كيان الاحتلال بكل وقاحة تصريحات قائد إحدى الفرق العاملة في غزة، أن هناك ممراً في نتساريم اسمه ممر الكلاب، حيث تلقى جثث الشهداء وتنهشها هناك الكلاب.
الخبر برسم الحكومات الغربية الداعمة لكيان الاحتلال، بينما تعطينا دروساً في حقوق الإنسان، وبرسم الأمم المتحدة ومنظماتها، والمحاكم الدولية بكل أسمائها، والهيئات الحقوقية والإنسانية في كل العالم.
لكن الخبر وصمة عار على جبين كل حكومات العرب والعالم الإسلاميّ، وهو وشم مطبوع بين عيون كل المثقفين والنخب في البلاد العربيّة الذين نصبوا أنفسهم حماة لحقوق الإنسان، لكنهم مستعدّون للتحرك والتحدث أسابيع وشهوراً في قضية ربما تستحق التضامن مثل قضية الناشطة الإيرانية مهسا أميني، لكنهم لا يسمعون ولا يرون ولا يتحدثون عندما يتصل الأمر بتوحّش غير مسبوق بحق الإنسانية في فلسطين.
الأمر الذي يثير الاستغراب هو أنه بين العرب لم ينتفض لفلسطين ومأساتها سوى أشد بلدان العرب ضعفاً وأكثرها فقراً، وأصغرها في المساحة وعدد السكان، وأقلها قدرة في الموارد الاقتصادية، بل الذين دمّرت بلادهم وجوّعت شعوبهم. وهذا هو حال لبنان والعراق واليمن، لكن العرب الأقوياء والأغنياء وأصحاب المساحات الشاسعة والسيوف اللامعة، والثروات الطائلة وترسانات السلاح الهائلة، وأعداد السكان بعشرات الملايين، ليسوا على السمع.
ربما تكون غزة عشية التوصل الى اتفاق لوقف الحرب، وهي لن تحتاجهم للضغط على سيد الحرب وهو الأميركي الذي يسبّحون بحمده صبحاً ومساء، لكن هل يمكن أن يتكرّموا بالتبرع بالأكفان وفرق دفن الموتى، للقيام بإنقاذ ما تبقى من جثث شهداء لم تنهشها الكلاب بعد، وأن يتصلوا بصديقهم الأميركي ليطلب لهم موافقة الاحتلال على القيام بمهمة الحانوتي، وقد صارت آخر ما يرجوه منهم أهل غزة؟

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى