ثقافة وفنون

محاضرة للدكتور محمد باقر فضل الله في اليوم العالميّ للغة للعربية

 

حاضر المدير العام لجمعية «المبرات الخيرية» الدكتور محمد باقر فضل الله، لمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، في ثانوية الكوثر التابعة للجمعية، بعنوان «حماية اللغة العربية واجب»، بحضور مديرة الثانوية رنا قبيسي والهيئة التعليمية والإدارية وطلاب من المرحلة الثانوية وعدد من الأهالي.
أكد الدكتور فضل الله في محاضرته «أن الاحتفاء باللغة العربية هو احتفاء بجذورٍ ثابتة وأجنحة تطمح إلى التحليق في فضاءات التقدم والابتكار».
وقال: «ما أثبتته الحرب التي شنّها العدو على لبنان مؤخراً، بأن التمسك باللغة العربية ليس خياراً، بل هو واجب وطنيّ وإنسانيّ. فالعدو الذي يعتدي على أرضنا وهويتنا يدرك أن اللغة هي أحد أعمدة الصمود، لذلك علينا أن نستثمر هذا الإرث العظيم وننهض بلغتنا كأداة للحفاظ على هويتنا وثقافتنا، فاللغة هي كما الأرض تحتاج إلى من يرعاها ويغرس فيها معاني الفخر والانتماء ويحميها من الرياح العاتية، لأنّها البوصلة التي تحدّد ملامحنا في عالم يبحث عن الثبات في زمن التغيير».
وأشار إلى أن «اللغة العربية تُعدّ من أرقى لغات العالم إذ تتسم بثرائها وغناها مقارنة مع باقي اللغات، كما تحتوي على خصائص وظواهر فريدة. وهذا ما يجعلها من أقوى لغات العالم لتميزها بالاشتقاق والإعراب ما يعطيها مرونة ودقة في التعبير، كما أنها لغة موسيقية تحمل جمالاً صوتياً وتناغماً ما يجعلها معبرة عن مشاعر الإنسان وأحاسيسه».
وأضاف: «إن حماية اللغة مهمة أكاديمية وثقافية وهي في جوهرها واجب ديني وقومي، لذلك علينا إحياؤها في حياتنا اليومية لكي تبقى حافظة لهويتنا الإسلامية والعربية خصوصا أمام ما نشهده اليوم من غزو لثقافتنا تحت شعار العولمة وما تسبّبه من تهديد للهوية الثقافية والحضارية والدينية. فإذا أحسن العرب التعامل مع هذه الظاهرة استطاعوا قولبتها بما يلائم تطورهم، ومن هنا لا بدّ للغة العربية أن تواكب المستجدات في العالم الرقمي فتغدو مرآة تعكس الوعي والتقدّم. وهذا ما يجعلنا نتنبه إلى مخاطر اندثارها والابتعاد عن اللغات واللهجات العاميّة في تقديم أي محتوى على وسائل التواصل والإعلام».
وشدّد على أن «اللغة العربية هي حجر الزاوية في بناء الجسور بين العلوم العصرية وواقعنا الثقافي، ولم تكن أبداً عائقاً أمام التقدم العلمي والتكنولوجي، بل هي الوعاء الذي يضمن هذا التقدم العلمي والفكري في آن واحد، كما أنها وعاء الرسالة الإلهيّة ومفتاح لفهم معاني القرآن الكريم لما تحمله من ثراء لغويّ ودقة في التعبير، وعليه فإن حماية اللغة واجب دينيّ وقوميّ وثقافيّ، والحفاظ عليها وتعليمها للأجيال المقبلة هو حماية للرسالة السماوية من التحريف والضياع».
ودعا الطلاب «إلى جعل اللغة العربية لغة العلم والمعرفة والتطور لتظل شجرة مباركة تنبض بالعطاء وتروي جذور هذه الأمة وتحمل راية الهداية والنور لأجيالنا القادمة»، كما دعاهم إلى «أن يتعلموا كل يوم شيئاً جديداً عن لغتهم وأن يساهموا في نشرها بين الجميع وأن يحافظوا على هذه اللغة الغنية التي تحمل في طياتها النبل والإبداع وليتذكّروا بأن اللغة العربيّة هي سرّ هويتهم وقوتهم».
وختم بمجموعة من التوصيات توجّه بها إلى الطلاب، تلخّصت بتعلّم اللغة العربية وإتقانها، قراءة القرآن الكريم وفهم معانيه ما يساهم برفع الخزين اللغوي، المشاركة في الأنشطة الثقافيّة التي تركز على اللغة العربية، استخدام اللغة العربية في الحياة اليومية، خصوصاً في وسائل التواصل الاجتماعي، إضافة إلى الاهتمام بالفنون العربية وبالتحديد الخط والشعرالعربي».
بعد ذلك، طرح الطلاب على الدكتور فضل الله مجموعة من الأسئلة حول موضوع المحاضرة والتي أجاب عليها مباشرة في جو من الإلفة والمودّة.
وفي الختام، كرّمت الثانوية المدير العام للمبرات، حيث قدّمت له هدية عبارة عن غرسة زيتون كرمز للصمود والإباء لغرسها في قريته في جنوب لبنان والتقطت معه الصور التذكارية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى