ثقافة وفنون

المكاري شارك في إطلاق «صندوق تراث بعلبك»

 

أطلقت جمعيّة «غرين سيدر ليبانون»، بالتعاون مع المعهد العالي للأعمال ESA، وبمشاركة وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد المكاري وبرعاية محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر وحضوره، «صندوق تراث بعلبك» من خلال معرض فني تضمن رسوماً ولوحات مستوحاة من قلعة بعلبك وتخصّص عائداته لإعادة تأهيل المنطقة المحيطة بقلعة بعلبك، التي تأثرت بشدة بالحرب.
وحضر الاحتفال رئيسة «غرين سيدر ليبانون» باسكال شويري سعد، المدير العام للمعهد العالي للأعمال ماكسان ديو، رئيسة لجنة «مهرجانات بعلبك الدولية» نايلة دو فريج، الفنان عبد الحليم كركلا، رئيس مؤسسة «جبر» فيليب جبر، وملكة جمال لبنان السابقة نادين نجيم، إضافة إلى شخصيات وفاعليات.
وتحدّث المكاري فحيّا «محافظ بعلبك على نشاطه وجمعية غرين سيدر ليبانون على مبادرتها»، وقال: «حيث يكون هناك احتفال لبعلبك، لا يسعنا إلا أن نكون حاضرين، نظراً إلى رمزيّتها بالنسبة إلى لبنان ورمزية عائلاتها كعائلة كركلا وحيدر وغيرهما».
وأشار إلى أن «هذه المبادرة تهدف إلى الوقوف بجانب رموز لبنان وتاريخه وثقافته»، وقال: «قد تكون المرة الأولى التي تتعرض فيها بعلبك لهذا الضرر منذ مئات السنين».
ولفت إلى أن «الشعب اللبناني حيّ، فهو يقف دائماً بجانب بلده وتاريخه الجميل ومستقبله الذي يفترض أن يكون أجمل»، وقال: «أنا على يقين بأن هذه الحرب هي آخر الحروب في لبنان، فيجب أن نعمل جميعاً يداً واحدة وقلباً واحداً من أجل بناء لبنان الجديد. لقد عرف بلدنا كل شيء، الفساد والوصاية والسلاح والميليشيات والأموال، إنما لا غنى عن الدولة».
من جهتها، قالت شويري: «من المعروف أن المواقع الأثرية والقلاع التاريخية في لبنان شكلت سنة 2024 هاجس كل اللبنانيين، بعدما صارت مهدّدة بفعل الغارات الإسرائيلية، وطال التهديد خصوصاً قلعة بعلبك، أعرق المعالم التاريخية في لبنان، والتي تمثل إرثاً لكل الإنسانية. مع كل غارة على بعلبك مدينة الشمس، كانت دمعة تذرف من عيوننا، وكان الخوف يسيطر على قلوبنا».
أضافت: «رغم أن أعمدة القلعة بقيت صامدة وشامخة في وجه العدوان المدمّر صمود أرز لبنان الخالد وشموخه، إلا أن محيط القلعة تعرّض لأضرار جسيمة طالت سور القلعة و»قبة دورس» و»ثكنة غورو» الملاصقة لإحدى بوابات المدينة الرومانية القديمة، وموقف السيارات في جوار «بستان الخان» الأثري ومبنى المنشية التاريخي الذي يعود تاريخ بنائه إلى سنة 1928، وفندق بالميرا الشهير الذي يُعتبر من أبرز المعالم السياحية في بعلبك واستقبل شخصيات بارزة مثل فيروز وأم كلثوم والرئيس شارل ديغول، إضافة إلى أضرار طالت عدداً من الكنائس والمساجد والسوق التجارية وأبنية كثيرة».
وتابعت: «لا أحد يستطيع أن يُلغي هويتنا الثقافية والحضارية وأن يضرب تراثنا العالمي ويستهتر بآثارنا ومواقعنا التاريخية، فمهرجانات بعلبك الدولية ستعود أقوى مما كانت، وسنغني مع فيروز «بعلبك يا قصة عز علياني… بالبال حلياني… يا معمرة بقلوب وغناني».
وتمنّت على «منظمة الأونيسكو المؤتمنة على حماية التراث العالمي والمشكورة على تأمين الحماية لـ34 موقعاً أثرياً في لبنان، أن تقدّم مساعدة تقنية ومالية لقلعة بعلبك ومحيطها، وتبقى على الدوام تشكل سداً منيعاً في وجه الانتهاكات الخطيرة مستقبلاً لأي موقع أو معلم أو كنز من الكنوز التراثية والحضارية، التي لا تقدَّر بثمن».
وأكدت دو فريج «أهمية حماية قلعة بعلبك»، شارحة «كيف تمّ التواصل مع سفير لبنان في الأونيسكو مصطفى أديب من أجل إيصال الرسائل إلى المنظمة لحماية القلعة، بالتنسيق مع وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال محمد وسام المرتضى وشخصيات».
وتحدّث ديو فشكر لـ»اختيار الجامعة من أجل تنظيم هذا الاحتفال المهم من أجل بعلبك».
وشكر خضر لـ»جمعية غرين سيدر ليبانون مبادرتها»، مفنداً «ما تعرّضت له القلعة ومحيطها من أضرار»، وقال: «هذه لحظة الفرح الأولى التي أعيشها منذ أشهر، وإني آمل في عودة مهرجانات بعلبك الدولية».
وتطرّق إلى «فندق بالميرا الشهير، الذي تعرّض مع قلعة بعلبك لخطر محدق نتيجة العدوان الإسرائيلي».
وتحدّث عن «مساهمة الإعلام اللبناني والدولي، التي ساعدت في الضغط من أجل حماية القلعة».
وختم: «نحن شعب يحبّ الحياة. والقلعة التي صمدت في وجه الزلازل على مرّ السنوات لن يستطيع أحد أن يطفئ شمعتها».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى