المفوض السامي التركي
– لم يستطع وزير خارجية تركيا حاقان فيدان أن يعصم نفسه عن التصرّف، بصفته المفوّض السامي في دولة الانتداب التركية على سورية، وتقدّم بخطواته نحو مقعده مخالفاً أبسط قواعد البروتوكول بين الدول المستقلة.
– في تصريحاته رغم التحفظات التي حاول التمسك بها، لم ينجح الوزير الآتي من ذكاء وذاكرة قيادته للاستخبارات التركية، في تفادي الكشف عن لغة فوقيّة ترسم لسورية كيف يجب أن تكون، ويتحدث عن المرحلة الانتقالية بالنيابة عن السوريين وينادي العرب للمجيء إلى سورية بصفته الراعي والوصي.
– لم يُخفِ فيدان نظرة دولة الانتداب إلى أن الهدف بناء دولة ذات هوية واضحة بولائها لتركيا، على كل الأصعدة، لكن يجب أن يتمّ “تأسيس نظام لحماية الأقليّات في سورية ووضع دستور جديد يحترم جميع الطوائف”، فلم يذكر مرّة كلمة دولة يشارك فيها جميع السوريين، ولا دولة ديمقراطيّة، ولا دولة مدنيّة، بل دولة، مجرد دولة، يجب عليها توفير حماية الأقليّات، ودستور يحترم جميع الطوائف،. والمقصود واضح، توفير الأمن للأقليات ومنح الطوائف حرية ممارسة شعائرها الدينية، وهو مفهوم حزب العدالة والتنمية للدولة التي يرغب ببنائها في تركيا ولم يستطع بسبب توازنات داخلية وخارجية تحمي طابعها العلمانيّ.
– خصّص المفوّض السامي الجزء الأهم من كلامه للحديث عن محاربة الإرهاب، والإرهاب بنظره هو قوات قسد الكردية فقط، أما الجماعات المصنّفة على لوائح الأمم المتحدة بالإرهابية فليست كذلك، وتركيا قامت بمجاملة الأمم المتحدة بقبول هذه التصنيفات، كما قال، داعياً لإزالتها. أما الجماعات الكردية التي تحتمي بدعم أميركيّ واضح، الحليف الأبرز لتركيا في حلف الناتو، فهي الإرهاب الواجب استئصاله، ولم يتردّد فيدان بالقول إنه ما لم تنجح سلطات دمشق بإنهاء هذه الجماعات فإن تركيا سوف تقوم بالمهمة، ما يعني أن سورية مقبلة على حرب في الشمال، شاء السوريون أم لا.
– هناك بين الشمال والشام مَن يقود وساطات تهدف للبدء بحوار سياسيّ، وتبادل أوراق العمل حول الدستور والجيش، ولكن فيدان يقول إن لا وقت لديه، إما أن يلقوا السلاح أو فإن الحرب ستشتعل.