الوطن

ميقاتي من الجنوب: لكي يقوم الجيش بمهامه على لجنة المراقبة تأدية دورها بالكامل

 

مصطفى الحمود

 

أكّد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أنّه لكيّ يقوم الجيش بمهامه كاملاً في الجنوب “على لجنة المراقبة تأدية دورها بالكامل والضغط على العدوّ الإسرائيليّ لوقف كلّ الخروقات الحاصلة ومن ثمّ انسحاب الجيش الإسرائيليّ الفوريّ من الأراضي اللبنانيّة التي توغّل فيها في الفترة الماضية”.
مواقف ميقاتي جاءت خلال زيارته أمس الجنوب حيث جال في القطاع الشرقيّ منه وتحديداً قضاء مرجعيون في لفتةٍ تضامنيّةٍ مع أهالي الجنوب المنكوب ورسالة دعم للجيش.
المحطّة الأولى لجولة ميقاتي كانت في ثكنة الجيش في منطقة مرجعيون، وقال من هناك “لا بدّ بدايةً من توجيه التحيّة لأرواح شهداء الجيش الذين سقطوا دفاعاً عن الأرض”. وأضاف “أتطلّع في وجوهكم وأشعر بالفخر لأنّني أشعر بمعنوياتكم العالية وإصراركم على الدفاع عن الأرض على الرغم من كلّ الصعوبات”.
وتابع “سنعقد اجتماعاً مع اللجنة التي تشرف على وقف إطلاق النار، أمامنا مهامٌ كثيرة أبرزها انسحاب العدوّ من كلّ الأراضي التي توغّل فيها خلال عدوانه الأخير، وعندها سيقوم الجيش بمهامه كاملة”، مؤكّداً أنّ “الجيش لم يتقاعس يوماً عن مهمّاته ونحن أمام امتحانٍ صعبٍ وسيثبت الجيش أنّه قادر على القيام بكلّ المهام المطلوبة منه وأنا على ثقة كاملة بهذا الأمر”. وأشار إلى أنّ “الجيش أثبت على الدوام أنّه يمثّل وحدة هذا الوطن ويقوم بواجباته، وجميع اللبنانيين إلى جانب الجيش ويدعمونه”.
‏‎بدوره حيّا قائد الجيش العماد جوزاف عون رئيس الحكومة شاكراً له “دعمه الكامل للجيش” وقال “على الرغم من كلّ الإمكانات الضئيلة بقي الجيش صامداً في مراكزه وحافظ على المدنيين، وسنكمل مهمّتنا لأنّنا مؤمنون بما نقوم به”.
ومن ثكنة مرجعيون، انتقل ميقاتي وقائد الجيش إلى مقرّ قيادة القطاع الشرقيّ في «يونيفيل» في بلدة إبل السقي وكان في استقبالهما قائد «يونيفيل» الجنرال أرولدو لاثارو وقائد القطاع الشرقيّ في «يونيفيل» الجنرال فرناندو رويث، ثم عقد اجتماعٌ نوّه خلاله ميقاتي بدور «يونيفيل» وتعاونها الوثيق مع الجيش.
وشدّد على “أنّ الأولويّة لدينا هي تطبيق القرار الدوليّ الرقم 1701 كاملاً، وانسحاب إسرائيل من الأراضي التي توغّلت فيها ووقف التدمير الممنهج للقرى ووقف خروقاتها”. وقال “نتطلّع إلى استقرارٍ طويل الأمد في الجنوب من خلال قيام الجيش بمهامه كاملاً بالتعاون مع يونيفيل”.
من جهته، شرح لاثارو المهام التي تقوم بها “يونيفيل” بالتنسيق مع الجيش، مشيراً إلى “استمرار اجتماعات لجنة مراقبة وقف إطلاق النار لتنفيذ المهام المطلوبة منها”.
من ناحيته، أكّد قائد الجيش “أنّ الجيش يقوم بمهامه وسيستمرّ بذلك لتطبيق القرار 1701 بالتعاون مع يونيفيل، والمطلوب أن يلتزم العدوّ بتفاهم وقف إطلاق النار، وهذه هي مهمّة اللجنة المكلّفة مراقبة وقف إطلاق النار”.
بعد ذلك، انتقل الجميع إلى غرفة عمليّات القطاع الشرقيّ في “يونيفيل” حيث استمعوا إلى شرحٍ عن الوضع الميدانيّ”. وفي ختام الزيارة تسلّم رئيس الحكومة درع “يونيفيل”.
‏‎وبعد إبل السقي، انتقل ميقاتي وعون ولاثارو إلى مدينة الخيام وهي المحطّة الأخيرة من الزيارة، وقد جال الجميع فيها وسط الدمار الذي طال منازلها بسبب القصف “الإسرائيليّ”.
وقال ميقاتي في ختام الجولة “نشعر بألمٍ كبيرٍ لهذا الدمار الحاصل في الجنوب وهناك أمل بالجيش ومعنويّاته. علينا أن نكون صريحين وواضحين إنّه لكيّ يقوم الجيش بمهامه كاملاً، على لجنة المراقبة التي تم تشكيلها لتنفيذ القرار 1701 أن تقوم بدورها الكامل والضغط على العدوّ الإسرائيليّ لوقف كلّ الخروقات الحاصلة ووقف الدمار الذي نراه هنا ومن ثمّ أيضاً حصول الانسحاب الإسرائيليّ الفوريّ من الأراضي اللبنانيّة التي توغّل فيها الجيش الإسرائيليّ في الفترة الماضية. هذه أمورٌ أساسيّة من أجل أن يكون الجيش حاضراً للقيام بمهامه كاملة”.
أضاف “التدابير المتعلّقة بالقرار 1701 ستأخذ مجراها الطبيعيّ وسينفّذها الجيش بشكل كامل بضمانة أميركيّة فرنسيّة. طلبت اجتماعاً يوم غد (اليوم) في السرايا مع اللجنة المعنيّة بتنفيذ وقف إطلاق النار وتحديداً مع الضابط الفرنسيّ والضابط الأميركيّ والضبّاط اللبنانيين، وممنوعٌ أن يكون هناك أيّ عائق أمام الجيش للقيام بواجباته”.
وشدّد على أنّ “التأخير والمماطلة لتنفيذ القرار الدوليّ لم تأت من جهة الجيش بل المعضلة هي في الجانب الإسرائيليّ وهناك مماطلة من قبله ويجب أن نراجع أطراف اتفاق وقف إطلاق النار، وهم الفرنسيّون والأميركيّون لوضع حدٍّ لتلك المماطلة الإسرائيليّة والإسراع قدر الإمكان قبل انتهاء مهلة الـ60 يوماً المنصوص عليها في تفاهم وقف إطلاق النار لحصول انسحاب إسرائيليّ كامل من الأراضي اللبنانيّة”. وأكّد إصراره على حلّ كلّ الخلافات بما يتعلّق بالخط الأزرق لكيّ لا يكون هناك أيّ مبرّر لوجود أيّ احتلالٍ إسرائيليّ على أرضنا”.
وفي طريق العودة أقيم استقبالٌ شعبيّ لرئيس الحكومة في ساحتيّ بلدتيّ القليعة وجديدة ومرجعيون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى