قراءة نقدية حول كتاب «الصراع على فلسطين»
قدّم كتاب وأكاديميون، قراءة نقدية تحليلية لكتاب “الصراع على فلسطين – مأزق الجغرافيا ولعبة الصفر” للدكتور سليمان البدور، في الندوة التي نظّمتها رابطة الكتاب الأردنيين في مقرّها، بحضور جمع من الأكاديميين والمثقفين.
وتحدّث في الندوة التي أدارها وشارك فيها أستاذ التاريخ والحضارة في جامعة اليرموك الدكتور رياض ياسين، وكل من الباحث والكاتب محمود عواد، والباحث الدكتور لؤي بواعنة، ومؤلف الكتاب الدكتور سليمان البدور.
واعتبر ياسين في مداخلته، أن الكتاب مرجع لكل من يسعى لفهم جذور وتعقيدات القضية الفلسطينية، حيث يمتاز بعمق تحليله وشموليته، ويعرض بدقة للسياق التاريخي والسياسي والاجتماعي الذي شكل الأحداث منذ بدايات الصراع، مع تسليط الضوء على التداخلات الدولية والإقليمية وتأثيرها على مسار القضية بأسلوب أكاديمي رصين ومنهجي.
ولفت النظر إلى أن البدور، استند إلى مصادر متنوّعة وموثوقة، ما يمنح القارئ رؤية شاملة ومتوازنة حول تطوّرات هذا الصراع المعقد وأبعاده الإنسانية، مشيراً الى أن الكتاب يثري المكتبة العربية والعالمية بطرح متزن، يتسم بالموضوعية والإنصاف، ويعرض صورة بانورامية للتاريخ، وتقديم عرض شامل ومتسلسل للأحداث التاريخيّة، متجاوزاً السرد التاريخي إلى التحليل وإبداء وجهات النظر في معظم القضايا.
بدوره، أشار عواد إلى أن الكتاب يكتسب أهمية خاصة سواء لمحتواه أو توقيته، إذ يأتي في فترة زمنية غاية في الدقة والحساسية ومفصلية في تاريخ الصراع الدامي الطويل المستمر، لافتاً الى أن “لعبة الصفر” في عنونة الكتاب تعني أن الصراع وجوديّ بكل ما تحمله الكلمة من معنى ومضامين، حيث أن ما يدور من حرب إبادة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية، والتطهير العرقي الذي يعمل الصهاينة على تنفيذه، وجرائم الحرب التي يقترفها العدو على نحو غير مسبوق في عالمنا اليوم، هو دليل قاطع على أهميّة قرار محكمة العدل الدولية باتهام قادة الاحتلال بحرب الإبادة ضد شعبنا الفلسطيني.
من جهته لفت البواعنة الى ما ورد في الكتاب عن الدراسة الواقعية السياسية للملك المؤسس عبدالله الأول، في التعامل مع القضية الفلسطينية التي تنم عن ذكاء وفهم واضح للاستراتيجية الدولية والإقليمية، حيث كان مدافعاً عن فلسطين وأهلها في كل مراحل الصراع، وكذلك الأمر مع الملك الحسين بن طلال، ما يدلّ على الدور النضالي الكبير للهاشميين في فلسطين.
وتطرق البدور، في معرض حديثه عن كتابه، إلى أنه في الصراع على فلسطين، بدأت الصهيونية معركتها مع العرب على أساس اللعبة الصفرية، وبنت كل سياساتها وبرامجها على هذه القاعدة، التي لا تقبل التقاسم أو مبدأ “عش ودع غيرك يعش”.
وقال: “من المعروف أن العرب هم سكان البلاد التي لم يكن أحد ينازعهم عليها، قرروا منذ شعورهم بالخطر الصهيوني الداهم، أن يكون صراعهم مع الغزاة الجدد مبنياً على هذه القاعدة الصفرية، لكنهم تحولوا عنها في نهاية المطاف بسبب الخلل بميزان القوى بينهم وبين الصهاينة للمستوطنين، فوافقوا مرغمين على مبدأ التقاسم والتعاون، ورغم ذلك لم يجد هذا التحول قبولاً حقيقياً لدى الطرف الآخر، حتى هذه اللحظة”.
واحتوى كتاب “الصراع على فلسطين – مأزق الجغرافيا ولعبة الصفر” على ثمانية فصول سبقها تمهيد على شكل نظرة خاطفة في مسار هذه البلاد، وأول ظهور لاسم فلسطين على خارطة الجغرافيا السياسية.