أولى

تحية للجزائر والرئيس تبون

 

– قال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أمام البرلمان الجزائري أمس، إن الجزائر تريد من فرنسا الاعتراف بجرائمها المرتكبة خلال الحقبة الاستعمارية، ولا تريد أي تعويض مادي “لأننا نبحث عن كرامة أجدادنا”. وأضاف أن “عدد شهداء الجزائر طيلة 132 سنة من الاستعمار يبلغ 5 ملايين و600 ألف، والشهيد الواحد خلال فترة المقاومة الشعبية أو الكفاح المسلح لا تعيده ملايين الدولارات”. وتأتي هذه التصريحات في سياق أزمة سياسية حادة بين الجزائر وفرنسا، وصلت حدّ سحب الجزائر سفيرها من باريس، واستدعائها للسفير الفرنسي وأرجعت السلطات الجزائرية هذا التصعيد إلى “ارتكاب الاستخبارات الخارجية الفرنسية أعمالاً عدائية على التراب الجزائري”. وأضاف تبون، أنه يطلب الاعتراف المعنوي، بعيداً عن الخرافات الفرنسية التي تزعم كذباً أن “الجزائر كانت مستنقعاً وقامت ببنائه فرنسا عند مجيئها”. وأكد أن الاستعمار الفرنسي “لم يجلب سوى الخراب” للجزائر، التي كانت “تمنح القمح للرومان قديماً كما منحته لفرنسا قبل 1830”. وتابع: “لما دخل الاستعمار الفرنسي، وجد كل الجزائريين متعلّمين، بينما عساكره جهّال أمعنوا في التقتيل والتنكيل”.
– هذا الموقف الجزائري الصلب في الدفاع عن الحقوق الوطنية للشعب الجزائري حماية لتضحياته، والتعبير الشجاع للرئيس تبون عنه، في ظل مراوغة فرنسية مستمرة، تمثلت بالالتفاف على الاعتذار المباشر والعلني بإرفاقه بأحاديث عن مساهمات للاستعمار الفرنسي في تطوير الجزائر، والتهرب من إعادة جماجم شهداء جزائريين تمّ قتلهم ونقل جماجمهم إلى فرنسا.
– هذا الموقف الجزائريّ يأتي بينما تتعرّض الجزائر لضغوط غربية لإضعاف موقفها من القضايا العربية، وفي مقدّمتها القضية الفلسطينية، خصوصاً في ضوء الحروب الدائرة في المنطقة، والأضرار الجسيمة التي لحقت بساحات المواجهة، حيث يمارس الإرهاب على الجزائر تلويحاً بالاستهداف ما لم تخضع وتنصَع للسياسات الغربية وتغير تموضعها في المسألة الفلسطينية، فيكون جواباً مطمئناً إلى قوة الجزائر وصلابتها وثباتها، وقد صارت أهم القلاع التي يمكن التطلع اليها للعب دور القلعة الحصينة لقوى التحرر في المنطقة.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى