ملفات البرزاني
نظام مارديني
حمل رئيس «إقليم كردستان» مسعود البرزاني في زيارته إلى الولايات المتحدة، مجموعة ملفات تبدأ من قرار الكونغرس في تقسيم العراق وهو ما يوافق الحلم الكردي، إضافة إلى ملف التجديد إلى ولايته الثالثة والتي دونها عقبات كردية. ومن ثم هاجس انفصال السليمانية.
أدرك البرزاني ان الوقت أصبح مناسباً لتلقي الدعم لقيام «دويلة» بعد ان كان يُصدم بعامل الوقت غير المناسب سابقاً. بخاصة أن العامل الذي كان يؤخر إعلان قيام الدولة هو وقوف وشنطن ضد هذا القرار لإسباب لها علاقة بمصالح الولايات المتحدة في العراق. ولكن يدرك البرزاني ان إعلان دولة كردية الآن فيها الكثير من الأخطار على الأكراد وليس في مصلحتهم لأسباب عديدة منها، ان الدول المجاورة التي تضم أكراداً كتركيا وإيران وسورية لن تسمح بذلك ولن تقف مكتوفة الايدي أمام هذا المشروع الخطير الذي يأتي في لحظة التحولات الكبرى في المنطقة، اضافة الى ان حدود دويلتهم داخل العراق غير معروفة وترسيمها يمكن أن يثير خلافات وحروباً أهلية تستمر لسنوات فضلاً عن الصراع الداخلي في الإقليم في ظل وجود صراع بين تيارات مختلفة، ولعل آخرها الدعوة إلى تقسيم «الإقليم» وإنشاء دولة السليمانية، فإذا كانت «دويلة» أربيل ستكون مرتبطة استراتيجياً مع تركيا، وأن أربيل ستقدم كل الضمانات المطلوبة للجانب التركي بأن لا تكون الدولة المجاورة لهم مأوى أو تساعد أي حركة تمرد كردية ضد تركيا. فلماذا لا تكون «السليمانية» بدورها مرتبطة بإيران وتلقى الحماية منها ضد اي عدوان عليها من «الإخوة الأعداء» في أربيل، وعلى رغم ان زيارة البرزاني إلى السليمانية ولقاءه الرئيس العراقي السابق جلال الطالباني جاءت عشية توجهه إلى واشنطن في إشارة إلى أن الزعيمين متوافقان على أولويات الملفات، إلا ان الحقيقة ليست كذلك بخاصة ان حزب الاتحاد الوطني الكردستاني برئاسة الطالباني مع كتلة التغيير الكردية المعارضة كانا قد رفضا التمديد لولاية ثالثة للبرزاني في رئاسة الإقليم، ولم تقدم له ضمانات بانفصال السليمانية وإنشاء «إقليم» كردي آخر خارج هيمنة عائلة البرزاني، وكان رئيس «الإقليم» وصف التهديد بتشكيل إقليم السليمانية، «مؤامرة لا بدّ من إيقافها».
وانفصال السليمانية عن «إقليم كردستان» تحول الى قضية الرأى العام في الإقليم بين مؤيد لها ورافض، بخاصة أن هذه القضية باتت تتأثر بخلفية الصراع القديم بين الحزبين وبين البرزاني والطالباني في فترة حكم الرئيس الراحل صدام حسين في تسعينات القرن الماضي لدعم البرزاني وترجيح كفته ضد الطالباني.
أمام هذه الملفات يعرف البرزاني ان عليه ان لا يلدغ من ذات الجحر الأميركي مرة جديدة لتأييد انفصال المنفصل.