الوطن

جوزاف عون رئيساً للجمهوريّة بـ 99 صوتاً بعدَ جدلٍ دستوريّ وسياسيّ حادّ

وجالساً على كرسي الرئاسة في بعبدا أمس

 

بعدَ شغورٍ في سدّة الرئاسة استمرَّ أكثر من عامين، انتخب مجلس النوّاب أمس قائدَ الجيش العماد جوزاف عون رئيساً للجمهوريّة بـ99 صوتا، فيما صوّتَ 9 نوّاب بورقة بيضاء و12 نائباً بورقة «السيادة والدستور»، ونالَ المرشّح شبلي الملاط صوتين، فيما بلغَ عددُ الأوراقِ الملغاة 5.
وكانت الجلسة بدأت عند الحادية عشرة من قبل ظهر أمس برئاسة رئيس المجلس نبيه برّي بحضورِ الموفد الرئاسيّ الفرنسيّ جان إيف لودريان، الموفد السعوديّ يزيد بن فرحان، سفراء اللجنة الخُماسيّة وعددٍ من الديبلوماسيين.
وفي دورة الانتخاب الأولى نالَ عون 71 صوتاً، وسُجّلَ وجود 37 ورقة بيضاء، شبلي الملاط 2، سيادة دستور 14 وملغاة 4.
وكان برّي افتتحَ الجلسة في الحادية عشرة، واستهلت بتلاوة أسماء النواب المتغيبين بعذر فتبيّن أن لا أحد. وطلبَ تلاوة المواد 49، 74، 75 من الدستور والمادتين 11 و12 من النظام الداخليّ المتعلقة بموظّفي الفئة الاولى.
وقدم عدد من النواب على التصفيق خلال تلاوة المادة 49 من الدستور، والتي تنص على عدم جواز انتخاب موظفي الفئة الاولى.
ورأى النائب ملحم خلف أنّه «كان من الأجدى تعديل الدستور مسبقاً وفقَ الأصول الجوهريّة والآليّة المنصوص عنها في المادتين 76 و77 من الدستور»، داعياً «إلى عدم خرق أحكام الدستور او تعليقها بحكم الواقع، بدل ذلك لنذهب جميعاً إلى انطلاقة جديدة لدولة نريدُها جميعاً دولةَ الحقّ والقانون، دولة احترام الدستور».
بدوره لفتَ رئيسُ «التيّار الوطنيّ الحرّ» النائب جبران باسيل إلى أنَّ «مقدمة الدستور تشير إلى أنَّ السيادة يمارسها الشعب ومجلس النواب هو المؤسّسة الأم الأكثر التصاقاً بالشعب اللبنانيّ والشعب هو من يمارس سيادته وليس الخارج»، معتبراً أنَّ «ما شهدناه هو عودة القناصل ورأينا تعليمات أتت من الخارج لمرشّح من الخارج وهذا يدلُّ على أنَّنا أمام عمليّة تعيين لمرشّحٍ من الخارج».
وقالَ النائب جميل السيّد «أعترفُ أنّني لم اتعرّض لأيّ ضغط من أيّ دولة للالتزام بترشيح رئيس الجمهوريّة، وأوافق الزميل محلم خلف. إنَّنا في جلسة تصديق على تعيين رئيس وهذا معيب»، فيما قالَ النائب بلال عبدالله «لن أدخلَ في نقاش الدساتير والقوانين، الدستور ليس الغاية في حدّ ذاته وهو وسيلة لحماية الدولة والمجتمع المدنيّ».
ورأى النائب أسامة سعد أنّه «تجري الانتخابات اليوم والدستور قد عرِّيَ أمام توافقات اللحظة وفيها من التكاذب والمداهنة والصفقات الكثير».
واعتبرت النائبة بولا يعقوبيان أنَّ «باقي الأصوات هي التي خرقت الدستور، جوزاف عون يشكّل منافساً لأحدٍ من التيّار». وجرت مشادة كلاميّة بين النائب سليم عون ويعقوبيان. ثم حصلت مشادة كلاميّة بين النائب فراس حمدان وسليم عون.
من جهّته، رأى نائبُ رئيس مجلس النوّاب إلياس بو صعب «أنّنا أمام فرصة حقيقيّة لملء الشغور وعلينا إيجاد حلّ لانتخاب رئيس للجمهوريّة والفرصة لن تتكرَّرَ إذا فشلنا. وما من شكّ أنَّ هناك مشكلة دستوريّة حقيقيّة، كما تليتم المادة 49 من الدستور، اليوم تمت تلاوة الفقرة الثالثة من المادة، المجلس النيابيّ سيّد نفسه، أي شيء يعمل لمعالجة المشكلة الدستوريّة يجب أن نقومَ به».
بعدَ ذلكَ طلبَ الرئيس برّي طلب انتخاب رئيس الجمهوريّة وتوزيع الأوراق ورقة ورقة. وبعد الاقتراع قالَ برّي «المقترعون 128، عدد المغلفات 128». وبدأ فرز الاصوات. ووجدت عبارة «السيادة والدستور» وعبارة «جوزف آموس بن فرحان اعتبرت ملغاة واسم شبلي الملاط عدد 2 واسم يزيد بن فرحان اعتبرت ملغاة وعبارة «الوصاية» تعتبر ملغاة، السيادة ليست وجهة نظر ملغاة. كما وجدت 37 ورقة بيضاء، 20 السيادة والدستور، شبلي الملاط 2، جوزف عون 71. المجموع 128.
ثمَّ رفعَ برّي الجلسة لساعتين، وحدد الساعة الثانية بعد الظهر موعداً للجلسة الثانية، قائلاً «الأمر بحاجة إلى أن نرفعَ الجلسة لمدة ساعتين. ونعود إلى هنا».
واعترضَ عددٌ من النوّاب على قرار الرفع، معتبرين أن «الدورة الثانية يجب أن تكون مباشرةً بعدَ انتهاء الدورة الأولى». وعلّقَ برّي على اتهامه من قبل أحد النواب بمخالفة الدستور قائلاً «مش أنت بتعلمني الدستور».
وفي مستهل الدورة الثانية، ردَّ بري على مداخلة خلف عن «تعديل ضمنيّ للدستور»، فقال الرئيس برّي «سكتنا كتير عن هذا الموضوع. الـ86 صوتاً تمنع الطعن في المجلس الدستوريّ. هذا الكلام لا قيمة له».
وقبيل الدورة الثانية، التقى وفدٌ من حزب الله وحركة أمل ضمّ رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد والنائب علي حسن خليل قائدَ الجيش جوزاف عون، واستمر اللقاء أكثر من ساعة.
وتحدّث بعضُ النوّاب، مؤكّدين أنَّ الدورة الثانية ستشهدُ انتخاب الرئيس العتيد، إذ شدّدَ النائب طوني فرنجيّة «على أن الرئيس برّي بحكمته أفسح المجال للمزيد من التشاور»، مشيراً إلى «أنَّه سيتم انتخاب رئيس للجمهورية في جلسة بعد الظهر».
وبعدَ عمليّة الانتخاب الثانية وفرز الأوراق أظهرت النتيجة أن العماد عون فازَ بالرئاسة بـ99 صوتاً، فيما صـوّتَ 9 نـوّاب بورقة بيضاء و12 نائباً بورقة «السيادة والدستور»، ونالَ المرشّح شبلي الملاط صوتين، فيما بلغَ عددُ الأوراقِ الملغاة 5.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى