روحانا: لدعم الجيش والقوى الأمنية والتنسيق مع الجيش السوري للقضاء على الإرهاب
لمناسبة مرور ثلاثين سنة على العملية الاستشهادية التي نفّذها البطل القومي مالك وهبي، أقام الحزب السوري القومي الاجتماعي احتفالاً في بلدة النبي عثمان ـ البقاع الشمالي، تضمّن إزاحة الستارة عن نُصب شهداء البلدة، بحضور ناموس مجلس العمد عميد العمل والشؤون الاجتماعية في الحزب نزيه روحانا، رئيسة مؤسّسة رعاية أسَر الشهداء والجرحى وذوي الاحتياجات الخاصة نهلا رياشي، وعدد من أعضاء هيئة المؤسّسة، منفذ عام البقاع الشمالي الياس التوم وأعضاء هيئة المنفذية، منفذ عام الهرمل محمد الحاج حسين، وعدد من أعضاء المجلس القومي ومسؤولي الوحدات.
كما حضر الاحتفال قائمقام الهرمل طلال قطايا، مسؤول حزب الله في المنطقة أحمد النمر، وعدد من رؤساء وأعضاء المجالس البلدية والمختارين وفاعليات اجتماعية وتربوية وجمع من القوميين والمواطنين.
استهلّ الاحتفال بنشيد الحزب الرسمي والنشيد اللبناني، وعرّفت الاحتفال مروى نزها بكلمة تحدّثت فيها عن معاني الاستشهاد.
التوم
ثم ألقى التوم كلمة تحدّث فيها عن العملية الاستشهادية التي أدخلت الرعب في نفوس جنود الاحتلال الصهيوني، وقال: «ليس غريباً على بلدة النبي عثمان أن تقدّم بطلاً استشهادياً، وهي التي قدّمت قوافل الشهداء على مدى تاريخها. لقد شكلت هذه البلدة الصغيرة قلعة من قلاع الحزب السوري القومي الاجتماعي، حملت اسم قلعة الصمود والتحدّي، وفي زمن ملاحقة القوميين في الستينات، كادت الشعبة الثانية أن تعتقل الأطفال والعجّز والصخور وقمة جبل الزوبعة الذي يتوّج هامة النبي عثمان العالية».
وأكّد التوم أنّ منطقة البقاع خزان البطولة والمقاومة، فليس غريباً أن يقام في كلّ بلدة وقرية تمثال للشهداء، وساحات وشوارع، علّنا نعطي هذه المنطقة الشامخة عزّاً وكرامة بعضاً من حقها.
رياشي
وألقت رياشي كلمة قالت فيها: «مع من كحّلوا الوطن بإغفاءات عيونهم، ورصّعوا سماءنا القومية بكلّ الشموس وكلّ النجوم وكلّ الأقمار، ليستمر مسلسل العطاء… وخير البداية من رحاب هذه البلدة التي كانت لنا، ولا تزال، بيتاً وقلعةً وحصناً، وجذوراً ممتدّةً من هنا حتّى أقاصي الجنوب، ولكأنّ فيها نكهةً من شميم كربلاء وحطّين وميسلون. وهي التي عرفت من أحبّها، وعرفت كيف علّقتهم نجوماً في سمائها.
هي قاماتهم تخطّت كلّ الحدود، وما عاد يأسرها المكان. وهي دماؤهم منسابةٌ في شرايين الأمّة حتى آخر العشق. لهم انبثاقات الفصول. لهم الحقيقة والولادة والقصيدة. ولنا النشيد، نحن الشهود، وهم يأتون في وميض البرق، لا يخلفون بمواعيدهم. عفوكم يا رفقائي الشهداء.. لن أعدّد كلّ مآثركم وعطاءاتكم، ولن أغطّي شهاداتكم بالكلمات. فأنتم أحياءٌ فينا مؤمنين بالقادم من الزمن، في ربيع الآتي من الأزمنة: زمن المعرفة المؤسّسة لفعل التغيير، زمن العقل شرعاً ومنارةً، زمن الإيمان الذي لا يتزعزع واليقين الذي لا تزيده الأيام إلا رسوخاً. وزمن التأسيس لانتصار الحياة. أما رهاننا، فعلى استمرار المواجهة الحقيقية في الساحات الحقيقية، على القوة التي هي الكلمة الفصل في معارك المصير، في مواجهة المؤامرات التي تطوقنا من كلّ ناح. ها هم بيننا، يشاركوننا احتفالنا بإزاحة الستارة عن نُصبٍ تذكاريٍّ لهم في هذا الساحة التي انطلقوا منها، فزلزلوا الماضي ورسموا الحاضر بالأحمر وأكّدوا المستقبل مختصراً، ومهّدوا الطرق للعابرين على امتداد جسور الوطن، قبل أن يصنعوا لأنفسهم نُصباً وتماثيل في قلب التاريخ».
وأضافت: «على موعد جديد في قوّة القديم، وقديم في يقظة الجديد، خصب ومواسم، وآفاق أطياف رسالة خطت حروفها بالأحمر القاني، أردناه نصباً تذكارياً، هو بمثابة تحيّة من الضيف لكرم المضيف، والتفاتة امتنان من الشارد إلى الهادي، وإعلان وفاء من العابر إلى المقيم دوماً في البال… وعسانا نزفّ الأجساد المنتورة بلوراً نقياً أسمر، للذين أعلوا جباهنا حين أذنوا فينا، ودعونا من أعاليهم إلى أسمى صلاة… فهنيئاً لكم، وأنتم تختالون من فوق السحاب… هنيئاً لكم الموسيقى السماوية التي تدوّي في كلّ الآذان، وهنيئاً لكم النور الملائكيّ الذي يبهر كلّ العيون… ويكفيكم مجداً هذه الهالة التي تركتموها في محابرنا، في عيوننا، وفي ذاكرتنا».
وأضافت: «بِاسمكم جميعاً، وبِاسم مؤسسة رعاية أسر الشهداء ومديريّة النبي عثمان في الحزب، لا يسعني إلا أن أوجّه تحية مشبعة بأريج البطولة والفداء المتضوّع من شذى عطاءاتهم، إلى هذه البلدة التي أنجبتهم، حيث نستظلّ صُوراً تشكلت من انعكاسات ضوئها مواقف، لا يسعنا إلا أنْ نرنو إليها دوماً باعتزاز».
روحانا
وألقى روحانا كلمة أكد فيها أنّ طريق الحياة الحرة الكريمة تمرّ في معمودية الاستشهاد، وأنّ حضارة الأمم ومجدها وسيادتها لا يصنعها سوى الجبابرة المقدامون الذين لا يهابون الموت بل يسعون إليه متى كان هذا الموت طريقاً إلى الحياة.
وأضاف: ماذا أقول لك يا رفيقي مالك يا نسر البقاع، أقول لك إنّ حزبك الذي انضويت في صفوفه ما زال يواجه أعداء الأمة أينما كانوا ويخوض أقسى المعارك دفاعاً عن الشعب والأرض، دفاعاً عن الحضارة التي بنتها الأجيال على مرّ العصور دفاعاً عن الوجود في وجه قوى الإرهاب والقتل والدمار في أعنف معركة وأخطر مؤامرة يتعرّض لها الوطن.
ها هو حزبك يكمل الرسالة التي خططتها بدمائك، ها هو يدافع في حلب وحماة والسلمية وإدلب والسويداء وريف دمشق وفي كلّ مواقع العزّ القومي.
على بعد مرمى حجر من هنا يقبع عدو جائر، يمتهن القتل والذبح والدمار والخراب. عدّو للحضارة والمدنية، عدّو للمثل والأخلاق، عدّو للدين والدنيا، وإنّ مواجهة هذا العدو لا تقلّ أهمية عن مواجهة العدو «الإسرائيلي»، فكلاهما يستهدف وجودنا من أساسه، وكلاهما يستهدف تقسيم أمتنا وتفتيتها وإعادتها إلى عصور الجاهلية والظلامية.
إنّ التصدي لهذا العدو أولى الأولويات، وعلينا جميعاً أحزاباً وتيارات وقوى شعبية أن نشكل سنداً للجيش اللبناني والقوى الأمنية ونقف جنباً إلى جنب لمواجهة هؤلاء المجرمين، فلم يعد من الجائز أن يبقى منا من هو على حياد، فالمعركة مصيرية والمعركة لا تحتمل المواقف الملتبسة الرمادية. إنّ هذه البلدة وهذه المنطقة مدعوّتان إلى اتخاذ أقصى درجات الوعي والحذر والاستعداد لمواجعة هذا الخطر «الداعشي».
وختم روحانا: «إننا إذ نكرّم اليوم بطلاً من أبطال أمتنا، ونزيح الستارة عن نُصب يؤرّخ لصفحة مجيدة من التاريخ، تكريماً لنسر البقاع ولكلّ شهداء البلدة والمنطقة، فإننا نؤكد على التزامنا المقاومة ضدّ أعداء الأمة الخارجيين والداخليين، ضدّ قوى الشر والاستسلام والرجعية، مؤيدين الجيش اللبناني والقوى الأمنية بكلّ ما تقوم به من مهمّات، وداعين إلى التنسيق مع الجيش السوري، وإلى كلّ ما من شأنه أن يساهم في القضاء على هذه المجموعات الإرهابية، مؤكدين على مزيد من الوحدة الوطنية لمواجهة الأخطار الخارجية المحدقة بنا».