أولى

اليمن والتصعيد يقابله التصعيد

 

شهد أمس، نقلة نوعيّة في الغارات الأميركية والبريطانية والإسرائيلية على اليمن، مع شن أكثر من 30 غارة في يوم واحد استهدفت عدة محافظات ومنشآت مدنية وبنى تحتية اقتصادية، وكانت المرة الأولى التي يعلن فيها عن عمل عسكري مشترك أميركي بريطاني إسرائيلي، في ظل تهديدات بالمزيد من التصعيد.
سبقت العدوانَ الثلاثيّ على اليمن نجاحاتٌ يمنية في استهداف منشآت حيوية في الكيان، والتسبب بضرب صورة القوة المزعومة لجيش الاحتلال في عيون مستوطنيه مع اضطرارهم للهرب إلى الملاجئ بالملايين، كلما دوّت صفارات الإنذار مع اقتراب صاروخ أو طائرة مسيّرة من اليمن.
شعر الأميركي والإسرائيلي أن صورة النصر التي تمّ تداولها في المنطقة في ضوء حرب غزة وحرب لبنان والتغيير في سورية، حيث في غزة تزداد المقاومة حضوراً وقوة في الميدان وتخوض المفاوضات من موقع القوة رغم تهديدات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بالجحيم. وفي لبنان تحوّلت انتخابات رئاسة الجمهورية التي أرادها الأميركي مناسبة لتظهير ضعف المقاومة وهزيمتها، إلى مناسبة تظهر أن المقاومة هي الرقم الصعب الذي لا يمكن تمرير الرئاسة دون التوافق معها، بينما بدأ وهجُ سقوط النظام في سورية يبهت كمصدر لصورة النصر في ظل تفكّك الحلف الذي ساهم بسقوط النظام، حيث المواقف والممارسات الإسرائيلية تتحوّل الى تحديات تسقط التباهي بقوة الفصائل المقاتلة التي تقول إنها هزمت أربعة جيوش معاً، وهي لا تجرؤ على مجرد إصدار بيان يندّد بالاعتداءات الإسرائيلية المتمادية، فيما تنشب منازلات متعددة بين الأتراك والأكراد والأتراك والفرنسيين. ويبدو المشهد اليمني من جهة أكبر التحديات التي تسقط عندها قوة الردع الإسرائيلية وقوة الردع الأميركية، وحال إيلات خير دليل. ومن جهة موازية آخر الساحات التي يمكن استهدافها ما دامت المواجهة مع إيران مستبعَدة خشية تداعيات تُخرج الأمور عن السيطرة.
التصعيد يجلب التصعيد، واليد اليمنيّة ليست خالية، والمزيد من الضغط يُخرج من اليمنيين ما يستطيعون فعله ويحتفظون به لمرحلة اللاعودة التي يبدو أن التصعيد الأميركي الإسرائيلي يستعجلها، وفي اليد اليمنيّة إدراج القواعد الأميركية في الخليج على لائحة الاستهداف، وربما إقفال الممرات المائيّة أمام تجارة النفط وربما أيضاً إقفال مضيق باب المندب نهائياً.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى