رئاسة الجمهوريّة تدعو للاستشارات النيابيّة الملزمة لتسمية رئيس الحكومة الاثنين / المنافسة بين ميقاتي مدعوماً من الثنائي وجنبلاط.. ومخزومي بدعم جعجع والجميل / غارات أميركيّة بريطانيّة إسرائيليّة على اليمن وصنعاء تلوّح بتوسيع الاستهداف
كتب المحرّر السياسيّ
من المحتمل أن تكون زيارة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إلى دمشق وبدء محادثات لتنظيم العلاقات الثنائية وفق الأولويّات التي رسمها رئيس الجمهورية العماد جوزف عون في خطاب القسم، آخر مهامه الحكوميّة قبل تسمية سواه لتشكيل الحكومة الجديدة، أو تكون أولى مهامه في العهد الجديد يستكملها بما سوف يقوم به بعد تسميته لتشكيل الحكومة الجديدة، بعدما دعا رئيس الجمهورية النواب إلى الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الحكومة الأول في العهد الجديد، والاستشارات التي تجري طيلة نهار الإثنين، لتحمل مساء الاسم العتيد الذي سوف ينال أعلى عدد من أصوات النواب. وفيما تجتمع الكتل المناوئة للمقاومة مساء الأحد لاختيار اسم مرشحها، بعدما أعلن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي يملك أكبر الكتل عن ترشيح اسمين للاختيار من بينهما هما النائبان أشرف ريفي وفؤاد مخزومي، رجّحت مصادر في كتل مشاركة في الاجتماع أن يرسو الخيار على مخزومي بوجود فرص أن ينجح باستقطاب نواب وكتل من خارج المجتمعين. وأوساط مخزومي تتحدّث عن اتصالات يُجريها مع كل من التيار الوطنيّ الحر ونواب بيروت للتوصّل إلى اتفاقات تتصل بالتمثيل في الحكومة الجديدة وتوزيع الحقائب، مقابل تسميته لرئاسة الحكومة. وفي المقابل يحظى اسم الرئيس نجيب ميقاتي بتأييد كتل ثنائي حركة أمل وحزب الله واللقاء الديمقراطي والمردة والتوافق الوطني وكتلة الاعتدال الوطني وعدد من النواب المستقلين ونواب الطاشناق، بينما لا يزال موقف نواب التغيير قيد التشكّل مع رغبة بعضهم في ترشيح اسمه للمهمة. وتشكل الوجهة التي سوف يختارها التيار الوطني الحرّ لتسمية رئيس الحكومة عاملاً مؤثراً في رسم النتيجة.
في المنطقة شنّت عشرات الطائرات الأميركية والبريطانية والإسرائيلية أكثر من ثلاثين غارة على اليمن مستهدفة عدّة محافظات منها العاصمة صنعاء، حيث تركزت الغارات على منشآت مدنية واقتصادية وبنى تحتية، رغم الحديث عن ربط الغارات بأهداف عسكرية. وتوقعت مصادر يمنية أن يكون توسيع دائرة الاستهداف من جانب اليمن قيد البحث، وربما يكون استهداف حاملة الطائرات هاري ترومان أول إشارة لاضافة القواعد الأميركية في المنطقة إلى جدول الأهداف. ولم تستبعد المصادر أن تصل رسائل واضحة للأميركيين بأن اليمن لن يتردّد في إقفال مضيق باب المندب أمام تجارة الطاقة وربما كل أنواع التجارة إذا استمرّت عمليات العدوان.
وأفادت مصادر مطلعة لقناة «المنار»، عن اتفاق بين الرئيس جوزاف عون وحزب الله وحركة أمل على 4 نقاط جرى تثبيتها خلال اللقاء بين الرئيس عون والنائبَين محمد رعد وعلي حسن خليل.
وذكرت أنّ من النقاط هي أن «لا علاقة للقرار 1701 بالقرار 1559. وحدود القرار 1701 هي جنوب الليطاني، وليس الشمال كما يتم الترويج»، والتأكيد على «دور محوري للثنائي الوطني في تشكيل الحكومة اللاحقة مهما كان شكلها، تكنوقراط أو غيره».
ومن بين النقاط الحصول على ضمانات بخصوص «وزارة المالية والتشكيلات الرئيسية المقبلة (القضائيّة والعسكريّة والأمنيّة)، والحصول على ضمانات بملف إعادة الإعمار لناحية تأمين التمويل والهبات الدوليّة.
وبحسب «المنار»، سمح تثبيت هذه «النقاط الأساسيّة باستكمال الاستحقاق الرئاسيّ وإنجازه بنجاح، وما كانت الجهود التي تكثفت في الساعات الـ 48 السابقة لتعبر نحو شط الانتخاب إلا بمباركة نواب الكتلتين. وبناءً عليه، عُقدت الجلسة الثانية وارتفعت حصيلة الأصوات من 71 صوتًا إلى 99، وانتُخب جوزاف عون رئيسًا للجمهورية اللبنانية».
على ذلك، بدأ الرئيس جوزاف عون، لقاءاته في قصر بعبدا لليوم الأول بعد انتخابه رئيساً، والتقى الرئيس القبرصيّ نيكوس كريستودوليدس، وشدّد رئيس الجمهوريّة على «أهميّة العلاقات الثنائية ببين لبنان وقبرص»، شاكرًا للرئيس القبرصيّ «الدعم الذي يُبديه تجاه لبنان والحرص على الارتقاء بالعلاقات الثنائيّة إلى أعلى مستوى». وعرض الرئيس عون لحاجات لبنان في المجالات كافة، لا سيما الدعم الاقتصادي والمساعدات للقوى المسلحة اللبنانية.
كما عرض رئيس الجمهورية للوضع في الجنوب، مؤكدًا «إصرار لبنان على انسحاب العدو الإسرائيلي بالكامل مما تبقى من أراضيه المحتلة، وانتشار الجيش اللبناني على الحدود الجنوبية».
ولفت الرئيس عون إلى أنه فور تشكيل الحكومة الجديدة، ستنطلق عجلة العمل الحكومي.
وشدد الرئيس عون على أن لبنان «ماضٍ في خطوات ثابتة لتحقيق الأمن والاستقرار في الجنوب، وأنّه مع عودة الحياة إلى المؤسسات الدستورية بعد انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل الحكومة، سيتمّ العمل على إعادة النهوض بلبنان والسير به نحو مستقبل أفضل، وأن يعود إلى لعب الدور الرياديّ الذي اضطلع به في المنطقة، وأن يعزّز الشراكة مع أوروبا ودول البحر المتوسط».
إلى ذلك، استمرّ الرئيس عون في تلقّي التهاني بانتخابه، وقد اتصل مهنئاً الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد متمنياً له التوفيق في مهامه.
وفي أوّل لقاء رسميّ استقبل العماد عون، رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي. وتمّ خلال اللقاء التداول في الأوضاع العامة في البلاد في ضوء التطورات الأخيرة. وشكر عون ميقاتي على «الجهود التي بذلها وأعضاء الحكومة خلال فترة الشغور الرئاسي»، وطلب منه «الاستمرار في تصريف الأعمال الى حين تشكيل حكومة جديدة».
وقال: «الخطوط العريضة التي حدّدها فخامة الرئيس مهمة جداً والنية موجودة لدى قيادات هذا البلد، والكثير من العناوين التي حدَّدها فخامته يمكن أن تنجز سريعاً من خلال حكومة نشطة تواكب توجّهه». وعن كلام الرئيس عون بحصرية السلاح في يد الدولة والقرار 1701 قال: «هل ننتظر من رئيس البلاد أن يقول إن السلاح مشرع للجميع؟ هل ننتظر من حكومة جديدة أن تقول إن السلاح مشرع بيد جميع المواطنين؟ نحن اليوم أمام مرحلة جديدة تبدأ من جنوب لبنان وجنوب الليطاني بالذات، من أجل سحب السلاح وأن تكون الدولة موجودة على كل الأراضي اللبنانية ويكون الاستقرار بدءاً من الجنوب».
واستقبل الرئيس عون الرئيس السابق للجمهورية العماد ميشال عون الذي هنأه بانتخابه رئيساً للجمهورية، وقال بعد اللقاء «أتيت اليوم أبارك لرئيس الجمهورية الذي تم انتخابه من بعدي. ومن الطبيعي أن آتي للمباركة وأتمنى له النجاح في هذه الظروف الصعبة. هذا واجب بالطبع أن يأتي الرئيس السابق للتهنئة وللتمني للرئيس الجديد بالتوفيق والنجاح في مهمته».
إلى ذلك تترقب الأوساط السياسية، بدء استحقاق تكليف رئيس لتشكيل الحكومة، في ظل غموض يعتري شخصيّة الرئيس المكلف، ومدى إمكانية تشكيل حكومة جديدة في المدى القريب، وإذ أعلن النائب فؤاد مخزومي، أنّه «مستعد لتولي رئاسة الحكومة والعمل على الإصلاحات للنهوض بالبلد».
وأشار النائب أشرف ريفي، أنني «مرشّح لرئاسة الحكومة في المرحلة الجديدة، ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي جزء من المنظومة السابقة التي يرفضها الجميع».
وزار السّفير السّعودي في لبنان وليد بخاري، مفتي الجمهوريّة اللّبنانيّة الشّيخ عبد اللطيف دريان، وعبّر عن «ارتياح السعودية بإنجاز الاستحقاق الرّئاسي في لبنان، الّذي تحقّق بوحدة اللّبنانيّين الّتي تبعث الأمل في نفوسهم، واعتبره خطوةً مهمّةً نحو الأمام لتعزيز نهضة لبنان وإعماره واستتباب الأمن والاستقرار، والبدء بورشة الإصلاح واستعادة ثقة المجتمعَين العربي والدّولي». ولفت في بيان، إلى أنّ «بخاري أبدى أيضًا تقديره وإعجابه بخطاب قَسَم رئيس الجمهوريّة العماد جوزاف عون، الّذي كان على قدر المسؤوليّة الوطنيّة».
على صعيد آخر، أعلن البيت الأبيض، أنّ السلطات الأميركيّة تعمل عبر القنوات الدبلوماسية من أجل «تمديد وقف إطلاق النار بين «إسرائيل» ولبنان لما بعد الـ60 يومًا»، وهي المهلة التي من المفترض أن يتم خلالها الانسحاب الإسرائيلي من لبنان وانتشار الجيش اللبناني.
وواصل العدو الإسرائيلي عدوانه على الجنوب، وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام»، بأنّ قوات الجيش الإسرائيلي نفذت عمليتي نسف في بلدة كفركلا. وتحدّثت عن سقوط 6 شهداء وإصابة شخصين في الغارة الإسرائيليّة، التي استهدفت عصر اليوم سيارة وفاناً، شرق بلدة طيردبا، ما يرفع الحصيلة التي أعلنت عنها وزارة الصحة. ونقل الضحايا بسيارات الإسعاف إلى مستشفيات صور، فيما ضرب الجيش اللبناني طوقاً أمنياً في المكان المستهدف، ومنع المواطنين الاقتراب من المكان.
كما أفيد أن جيش الاحتلال أفرج عن 3 سوريين كان قد اختطفهم منذ أيام في بلدة ميس الجبل الجنوبية.
وأوعزت وزارة الخارجية والمغتربين، بعد التشاور والتنسيق مع وزارة الزراعة، لبعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك، بتقديم شكوى أمام مجلس الأمن الدولي رداً على اعتداءات «إسرائيل» المستمرّة على قطاعَي الزراعة والثروة الحيوانية رغم إعلان وقف الأعمال العدائيّة.