تسارع على مسار التفاوض حول اتفاق غزة وفريق ترامب يحثّ نتنياهو / حماس تؤكد التقدم: كل مرونة لازمة للنجاح دون تفريط بإنهاء الحرب والانسحاب / تنافس بين ميقاتي ونواف سلام على التسمية والحسم لجنبلاط وباسيل وجعجع
كتب المحرّر السياسيّ
تتقاطع التقارير الإعلامية والمعلومات الواردة من الدوحة من الوسطاء والأطراف المعنية بالتفاوض عند تأكيد أن المفاوضات الدائرة للتوصل إلى اتفاق حول غزة باتت قريبة جداً من نهايتها السعيدة، ويحضر ممثلون على أعلى المستويات للأطراف المعنيّة بمن في ذلك ممثل لكل من الرئيسين الأميركيين الحالي والمنتخب، جو بايدن ودونالد ترامب، إضافة لأعلى تمثيل ممكن للوسطاء والوفدين الإسرائيلي والفلسطيني بكامل طواقهمها السياسية والأمنية الفنية. والاتفاق المنتظر ينص على إنهاء الحرب في المرحلة الأخيرة، وعلى إنجاز الانسحاب الشامل في آخر يوم من المرحلة الأخيرة، بينما ربطت حركة حماس تسليم آخر دفعة من الأسرى المحتجزين لديها بتنفيذ آخر الموجبات المنصوص على تطبيقها من طرف جيش الاحتلال.
مصادر قيادية في حركة حماس أكدت تقدم المفاوضات إلى حد كبير ما يجعل للتفاؤل بقرب التوصل إلى الاتفاق أسباباً وجيهة بخلاف المرات السابقة التي كان يشيع فيها الجانب الأميركي معلومات زائفة عن التقدم، ليلقي باللوم لاحقاً على حركة حماس كمسؤول عن إفشال التفاوض. وتقول المصادر إن صمود المقاومة ونجاحها بالانتقال إلى حرب استنزاف مفتوحة ضد جيش الاحتلال واكتشاف قادة الكيان عبثية مواصلة حرب لن تحقق لهم شيئاً سوى قتل ما تبقى من الأسرى، إضافة لحاجة إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى إظهار قدرته على حل الملفات العالقة، هي الأسباب التي منحت الفرصة لهذه الجولة للتقدم الحالي، مضيفة أن الوفد المفاوض حذر جداً من تمرير أي مطبات في الاتفاق، لكنه يبدي مرونة عالية لجهة الجدولة الزمنية للالتزامات، دون التفريط بثابتين كبيرين هما إنهاء الحرب وضمان الانسحاب الكامل للاحتلال من قطاع غزة.
لبنانياً، يحسم النواب اليوم اسم الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة، ويتنافس على التكليف الرئيس نجيب ميقاتي الذي كانت تسميته محسومة مساء أمس، عندما كان ترشيح النائب فؤاد مخزومي نهائياً عند القوات اللبنانية وحلفائها، لكن قبيل منتصف الليل بدأ التداول الجدي باسم القاضي نواف سلام رئيس محكمة العدل الدولية، وبقيت اجتماعات القوات مع حلفائها تبحث بسحب ترشيح مخزومي، فيما اللقاء الديمقراطي والتيار الوطني الحر يدرسان تبني ترشيح سلام، بعدما كان اللقاء الديمقراطي قد حسم تسمية ميقاتي، بحيث يصبح التنافس حرجاً على التسمية إذا ما تبدّلت مواقف جعجع وجنبلاط نحو سلام، وتخلّى كل منهما عن التزامه، وإذا قرّر التيار الوطني الحر الانضمام الى تسمية سلام، بينما ذهبت مصادر نيابية الى الحديث عن أن احتمال أن يسمّى سلام بشبه إجماع يبقى وارداً، لأن ليس لدى المقاومة أي فيتو على اسمه، خصوصاً أن موقفه من المقاومة أقرب لموقف رئيس الجمهورية ولا يمكن مقارنته بمواقف مخزومي.
تستعدّ الكتل النيابية للاستشارات النيابية الملزمة اليوم، لتسمية رئيس الحكومة العتيد وسط معلومات تشير إلى أن الرئيس نجيب ميقاتي سوف يحصل على أكثر من 65 صوتاً لتكليف الحكومة.
ويتّجه “الثنائي الشيعي لإعادة تسمية الرئيس نجيب ميقاتي وأعلن نواب الجماعة الإسلامية والأحباش تسمية الرئيس ميقاتي اليوم لتكليف الحكومة. وأكد عضو تكتل “الاعتدال الوطني” النائب أحمد الخير من جهته أن الخيار الأول هو رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ولكن إن كان هناك توجه عربي وتحديداً سعودي لأي خيار آخر فسقف الاعتدال والرئيس ميقاتي سعودي عربي.
وقال التكتل الوطني المستقل: سنسمّي اليوم مرشحنا لرئاسة الحكومة فنحن نقوم بمشاورتنا مع دوائر القصر الجمهوري، لأننا نريد أن نسمّي مرشحاً لا يعرقل مسيرة العهد الجديد. وأعلن النائب ميشال المر إلى أنه يتّجه إلى الاستشارات النيابية الملزمة منفرداً لتسمية نجيب ميقاتي لرئاسة الحكومة. وأفادت مصادر تكتل “التوافق الوطني” بأن التكتل سيُبقي اجتماعاته مفتوحة إلى اليوم لمزيد من المشاورات.
إلى ذلك، عقدت كتلة اللقاء الديمقراطي اجتماعًا بحضور الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وقررت الكتلة إجراء المزيد من المشاورات وترك مسألة إعلان اسم الشخصية المقترحة لتشكيل الحكومة العتيدة ليعلنه رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط اليوم بعد الاستشارات النيابية في بعبدا.
وكشف النائب إبراهيم منيمنة، عن نيّته الترشّح لرئاسة الحكومة “استنادًا إلى التزامه تنفيذ مشروعٍ سياسيٍّ جديد، لكنه أبدى التزاماً بسحب ترشيحه في حال توسّعت مروحة التوافق على السفير نواف سلام. وقبيل منتصف ليل أمس، أعلن منيمنة انسحابه لصالح سلام. أما نواب قوى المعارضة الذين قرروا دعم ترشيح النائب فؤاد مخزومي وتزكيته في الاستشارات النيابية الملزمة اليوم، عادوا وعقدوا اجتماعاً أمس خلصت إلى إعادة ترشيح مخزومي، علماً أن 8 نواب من بينهم أسامة سعد وميشال ضاهر أعلنوا دعم ترشيح السفير سلام، في حين ان تكتل لبنان القويّ لم يحسم توجّه أصواته بانتظار اجتماع التكتل عصر اليوم، علماً أن مصادر سياسيّة ترجّح أن يذهب التكتل إلى وضع الاسم في عهدة رئيس الجمهورية ليتصرف بها.
وفيما يزور الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لبنان هذا الأسبوع، وكذلك الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش يوم السبت يصل وفد سعودي رفيع المستوى إلى بيروت هذا الأسبوع لتهنئة رئيس الجمهورية وتسليمه دعوة لزيارة المملكة، فيما عاد ليل أمس، السفير السعودي وليد البخاري إلى بيروت قادماً من الرياض.
وتلقى رئيس الجمهورية العماد جوزف عون أمس، اتصالاً هاتفياً من رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الذي جدّد الدعم الذي يقدّمه العراق للبنان والحرص على تمكينه من تجاوز آثار المحنة الأخيرة. كذلك تلقى الرئيس عون اتصال تهنئة من وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان آل سعود.
وكانت رئاسة الجمهورية قد أعلنت أن الرئيس عون تلقى اتصالاً هاتفياً من قائد الإدارة الجديدة في سورية أحمد الشرع، مؤكداً ما يجمع الشعبين السوري واللبناني من علاقات أخويّة ومشدداً على أهمية التعاون لمعالجة كافة المسائل العالقة بين البلدين.
ورأى وزير الخارجية والمغتربين فعبدالله بو حبيب، بعد انتهاء اجتماع الرياض الوزاري بشأن سورية، أن “لبنان وسورية بحاجة لخطة عربية مشتركة كخطة مارشال لنهوضهما، تشمل أيضاً القيام بإصلاحات بنيوية شاملة تؤدي للتكامل مع محيطنا”.
ولفت بو حبيب الى أن “اجتماع الرياض حول سورية هو من أفضل وأنجح الاجتماعات التي شاركت فيها تحضيراً ومخرجات، وهنالك توافق وتناغم تحقق حول الأولويات والأهداف”. هذا والتقى نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي، بو حبيب وجرى البحث في المستجدات في لبنان والمنطقة.
واعتبر البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي أن خطاب قسم رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون “قدّم رؤية وطنيّة جديدة قوامها قيام دولة المؤسّسات والعدالة انطلاقًا من الدستور ووثيقة الوفاق الوطني”. أضاف الراعي ان الخطاب “عرض مشاريع إصلاحيّة منها:
– التعاون مع الحكومة الجديدة، بحيث يكون رئيسها شريكًا له لا خصمًا، على إقرار قانون استقلاليّة القضاء.
– تأكيد حق الدولة الحصريّ في حمل السلاح.
– الاستثمار في الجيش لضبط الحدود وتثبيتها، وتفعيل عمل القوى الأمنيّة كأداة لحفظ الأمن، ومناقشة استراتيجيّة دفاعيّة كاملة، ديبلوماسيًّا واقتصاديًّا وعسكريًّا.
– إعادة إعمار ما دمّرته “إسرائيل” في الجنوب والضاحية والبقاع؛ وباستثمار علاقاتنا الخارجيّة، لا الرهان على الخارج للاستقواء على بعضنا البعض.
ووعد بممارسة الحياد الإيجابيّ، مع التركيز على تصدير أفضل المنتجات اللبنانيّة واستقطاب السياح، والإصلاح الاقتصاديّ. وأكّد رفض توطين الفلسطينيّين، والعزم لتولّي أمن المخيّمات”.
وفي الجنوب عمد جيش العدو الإسرائيلي على تفخيخ خمسة منازل سكنية على الأقل ونسفها في بلدة عيتا الشعب، في انتهاك متمادٍ لاتفاق وقف النار.
كما قامت قوة من الجيش الإسرائيلي أيضاً بعمليات تمشيط بالأسلحة الرشاشة الثقيلة والمتوسطة على أاطراف بلدتي مارون الراس ويارون.
وسُجل توغّل قوة مدرعة إسرائيلية مؤلفة من دبابة “ميركافا” وآليتي “هامر” في اتجاه الأطراف الشمالية لبلدة مارون الراس وتمركزها قرب أحد المنازل.
كما أفيد عن توغّل دورية مؤللة للجيش الإسرائيلي باتجاه وادي خنسا وريحانة بريّ في سهل الماري في منطقة العرقوب.
وشنت مسيّرة إسرائيليةً غارة على خراج بلدة جبال البطم، ما أدى إلى اندلاع حريق في المكان المستهدف.
ومساء، افيد أن جيش العدو نفذ عملية نسف كبيرة في بلدة كفركلا، تسببت بارتجاجات في البلدات المحيطة.
وشن الطيران الإسرائيلي المعادي غارات مساء أمس، مستهدفاً بعدة صواريخ الأودية الواقعة بين بلدات عربصاليم حومين الفوقا ودير الزهراني، وقبيل منتصف الليل شن غارة استهدفت أطراف منطقة جنتا بقضاء بعلبك في السلسلة الشرقية.