أخيرة

حكاية المقص والإبرة

 

ثمّة حكاية تتحدّث عن خياط أراد أن يعلّم حفيده حكمة عظيمة على طريقته الخاصة. وأثناء خياطته ثوباً جديداً أخذ مقصه الثمين، وبدأ يقصّ قطعة القماش الكبيرة إلى قطع أصغر كي يبدأ بخياطتها، ليصنع منها ثوباً جديداً. وما إن انتهى من قصّ القماش حتى أخذ ذلك المقصّ ورماه على الأرض عند قدميه! والحفيد يراقب بتعجّب ما فعله جدّه. ثم أخذ الجدّ الإبرة، وبدأ في جمع تلك القطع ليصنع منها ثوباً رائعاً. وما إن انتهى من الإبرة حتى غرسها في عمامته. في هذه اللحظة لم يستطع الحفيد أن يكتم فضوله وتعجبه من أفعال جدّه، فسأله الحفيد: لماذا يا جدي رميت مقصّك الثمين على الأرض بين قدميك بينما احتفظت بالإبرة الرخيصة الثمن، ووضعتها على عمامة رأسك؟ فأجابه الجدّ: يا بنيّ، إنّ المقصّ هو الذي قصّ قطعة القماش الكبيرة لك، وفرّقها، وجعل منها قطعاً صغيرة، بينما الإبرة هي التي جمعت تلك القطع لتصبح ثوباً جميلاً»!
الحكاية هذه على بساطتها تهيب بنا، نحن السوريين القوميين الاجتماعيين، أن نواجه التفتيت والتشرذم اللذين يتحكّمان بنا، ونمضي بخطى ثابتة للملمة الجراح النازفة، ونعلن أنّ الثوب صار جاهزاً، وأنّ العودة إلى سعاده قد تمّت. فهل سنرى ذلك قريباً…؟

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى