اليوم الأول من استشارات التشكيل: مطالبات بحكومة جامعة و«القوّات» تشذّ!
الثنائيّ الوطنيّ يُقاطع لتسجيل اعتراض على خلل لا للتعطيل
بوصعب: سلام ليس لديه نيّة إقصاء وتواصله دائم مع برّي
أنهى الرئيس المكلَّف بتشكيل الحكومة القاضي نوّاف سلام اليومَ الأول من استشاراته النيابيّة غير الملزِمة التي جرت أمس في مجلس النوّاب والتي شملت: نائبَ رئيس مجلس النوّاب إلياس بوصعب وكتل: تحالف التغيير، اللقاء الديمقراطيّ، اللقاء التشاوري المستقلّ، الاعتدال الوطني، لبنان القوي، الجمهورية القويّة، والتكتل الوطني المستقل، صباحاً في الجولة الأولى، وكتل: الكتائب، النواب الأرمن، التوافق الوطنيّ، تجدّد و«مشروع وطن الانسان»، في الجولةِ الثانية بعد الظهر.
ويقاطع الثنائيّ الوطنيّ حزب الله وحركة أمل هذه الاستشارات وسط تأكيد رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي أنّ «الأمور ليست سلبيّة للغاية».
أوضحَ عضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم أنَّ «هذه المقاطعة لا تهدفُ إلى تعطيل عمل الحكومة والرئيس سلام». وأشار، في حديثٍ إذاعيّ، إلى أنَّ «هذه الاستشارات بروتوكوليّة وغير ملزِمة من دون أن تمنع الاتصالات الجانبيّة والتفاهم، فموقف الكتلتين هو مبدئيّ سياسيّ لتسجيل اعتراض على خلل ما تم التوافق عليه بشأن التكليف، إلاَّ أنَّ الكتلتين ستعملان مع الأفرقاء على إخراج لبنان من أزماته والوقوف إلى جانب تطلّعات اللبنانيين وآمالهم».
وردّاً على سؤال عن المشاركة في الحكومة، قال هاشم «هو أمرٌ سابق لأوانه، نحنُ اليوم نسجّل موقفاً سياسيّاً وليس موجّهاً ضد الرئيس المكلَّف، لأنَّ ما جاء في كلمته (أول من) أمس يُبنى عليه، ويمكن أن يكون أساسيّاً للمرحلة المقبلة في العمل الحكوميّ ونحنُ أينما كانت الإيجابيّة سنراكمُ عليها ونكونُ إلى جانبها إذ لم نكن يوماً سلبيين».
وكان الرئيس المكلَّف افتتحَ اللقاءات باستقبالِ نائب رئيس المجلس النيابيّ إلياس بو صعب، الذي قال إنّه «بانتخاب الرئيس عون وتكليف الرئيس سلام رأينا نوعاً من الأمل يتطلب التصرف بطريقة عقلانيّة لا إقصائيّة»، مشيراً إلى أنّ «سلام منفتح على جميع الأفرقاء وليس لديه نيّة إقصاء لأحد والتواصل دائم بين الرئيس برّي والرئيس المكلَّف».
وأكّد أنّ «الحكومة بغياب مكوّن أساسيّ لبنانيّ لن تنجح ما سيعطّل انطلاقة العهد»، لافتاً إلى أنَّ «الثنائيّ الوطنيّ حركة أمل وحزب الله، حريصٌ على منع التعطيل وإزالة الأمل الموجود لدى اللبنانيين».
واستقبلَ سلام كتلة «اللقاء الديمقراطيّ» برئاسة النائب تيمور جنبلاط، الذي شدّدَ على «ضرورة التواصل وفتح الحوار مع الجميع»، لافتاً إلى أنَّ «لا أحد يستطيع إلغاء الآخر»، وتمنّى على الفاعليّات السياسيّة «تخفيف الضغوط على الرئيسين عون وسلام».
بدوره، قال رئيس «تكتل لبنان القويّ» النائب جبران باسيل «نحن لا نقبل بإقصاء وتهميش أحد ولا نقبل بتمييز أحد وكلّنا متساوون في هذا البلد»، فيما تمنّى رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل، في تصريحٍ بعد لقائه الرئيس المكلَّف «أن تكونَ هذه الحكومة حكومة كفاءات»، مضيفاً «شكلُ الحكومة نتركه لرئيس الجمهوريّة جوزاف عون والرئيس المكلّف سلام». وقال «نحنُ اليوم فتحنا صفحة جديدة من تاريخ لبنان تحتَ سقف الدستور والقانون وبالشراكة مع كلّ المكوّنات في البلد ولا نريدُ العودة إلى التشنجات».
وقال النائبُ إبراهيم كنعان بعدَ استقبالِ سلام «اللقاء التشاوري المستقلّ» إنَّ «ما سمعناه اليوم يبشّر بالخير. فقد وجدنا أنفسنا أمام شخص منفتح ومستمع. وفي سياق ما يُحكى عن شكل الحكومة، سياسيّة أو برلمانيّة تكنوقراط، فالأهمُّ هو وجود إرادة سياسيّة وراء من سيقترح الوزراء بالتسهيل وإنجاح العهد بخطابِ القسَم والحكومة بعيداً عن المصالح الخاصّة التي أرهقَت الدولة».
وشّدَدَ النائب سجيع عطيّة باسمِ «كتلة الاعتدال الوطنيّ» على «أن الحكومة يجب أن تكون ممثّلة لكلّ مكوّنات البلد وبمستوى بناء البلد لكي تكون فعّالة وناجحة. كما تطرقنا إلى مسألة الانماء».
ورأى النائبُ جورج عدوان بعد لقاء سلام «كتلة الجمهوريّة القويّة» أنّه «يجب أن نتخلّصَ من حكومات الوفاق الوطني ونحنُ نسهّلُ بشكل كليّ إنَّما بموازين وقواعد واضحة».
من جهّته، دعا النائب آغوب بقرادونيان، بعد لقاء «كتلة نوّاب الأرمن»، سلام إلى «تشكيل حكومة جامعة مع ضرورة مراعاة الدستور واتفاق الطائف في التمثيل ولدينا كلّ الاستعداد للمشاركة في الحكومة».
من جانبه، قال النائب فيصل كرامي بعد انتهاء لقاء «كتلة التوافق الوطنيّ» مع سلام «نوّاف سلام هو رجلٌ مشهودٌ له بالكفاءة والنزاهة ونظافة الكفّ وليس هناك «قلبة أو شي» إنَّما عملٌ ديموقراطيّ».
وأضاف «علينا أن نواكب هذه المرحلة بكثير من الانفتاح من دون عزل أحد أو كسر أيّ مكوّن وعلى الجميع أن يشعرَ أنَّه تحت خيمة الدولة اللبنانيّة والدستور».
أمّا عضو التكتُّل المذكور، النائب عدنان طرابلسي فدعا إلى «الإسراع من غير تسرُّع بتشكيل حكومة جامعة ونُراهن على أن اتفاق الطائف هو الخلاص والوسيلة التي تحلُّ أيَّ مشكلة تحصل في البلد».
وتمنّى النائب مشيال معوض، بعد انتهاء لقاء «كتلة التجدّد» مع سلام «أن تضمَّ هذه الحكومة أكبرَ عددٍ من الكتل السياسيّة».
وسيستكمل سلام استشاراته اليوم مع بقيّة الكتل والنوّاب.
على صعيدٍ آخر، زارَ سلام الرئيسَ ميشال عون في دارته في الرابية وجرى خلال اللقاء البحثُ في الأوضاعِ الراهنة والتحدّيات التي تواجه لبنان. وأشادَ عون بكلمة سلام التي ألقاها في القصر الجمهوريّ إثرَ تكليفه برئاسة الحكومة، وأعربَ عن تأييده لمضمونها، متمنّياً له التوفيق والنجاح في مهمّته لما فيه خير لبنان واللبنانيين.