هنيئاً لغزّةَ بانتصارها الأسطوري
كان الثمن باهظاً…
ألوف من الشهداء، وألوف من المصابين والمشرّدين، وركام حوّل غزّة إلى أهرامات من الحجارة المحروقة والمعجونة بلحم الأطفال والنساء والشيوخ، وخمسمئة يوم من المواجهة الأسطورية بين «حماس» وشعب غزّة من جهة وبين الآلة العسكرية الصهيونية «التي لا تُهزم» من جهة ثانية…
خمسمئة يوم تتوّج اليوم بأقواس النصر، وبعودة فلسطين إلى ضمير العالم، وإلى خارطة العالم، وإلى معادلة تقول: لا سلام بعد اليوم بدون التأسيس لدولة فلسطينية ذات سيادة يحكمها الأبطال، ويحرسها الشهداء.
نعم كان الثمن باهظاً، تماماً كما في الجزائر بلد المليوني شهيد، وفي لبنان، وفي ڤييتنام، وفي كلّ مكان دخله الغزاة واستولوا على خيراته، وحوّلوا شعبه إلى عبيد.
ويحضرني الآن بيتان من شعر قالهما المتنبي:
إذا كنتَ ترضى أن تعيشَ بذلّة
فلا تسْتَعِدَّنَ الحسامَ اليمانيا
فما ينفعُ الأُسْدَ الحياءُ من الطوى
ولا تُتّقى حتّى تكونَ ضواريا