إِسقني واثمَل
د. زينة جرادي*
في مُخَيِّلتي صَخَبُ ذِكرياتٍ يَعتَريني
تاهتْ بها كلِماتُكَ وتَلَعْثَمَتْ عليها القوافي
دَوْزَنْتُها على أوتارِ هَمْسٍ تحمِلُ الصَّبْوَةَ إليكَ على سِكَّةِ وَلَهٍ تَجْتاحُ حُدودَ الزَّمان
أنا المُتَيَّمَةُ بِك
غَيَّبْتُ اِسْمَكَ في حَنايا الرُّوح
رُوَيْدَكَ
شاركني رَشْفَةً من كأسيَ وَاثْمَلْ
اِقترِبْ واروِ الشِّفاه
اِنْهَلْ من لَهيبِ الصبابَةِ نَشْوَةً
ثمَّ ابعَثْني مِنْكَ روحاً حتى أَنهَمِرَ شَوْقاً
أَلوذُ بهِ من أركانِ أيامٍ طُوِيَتْ عليها الأماني
سَرَى بها الحَنينُ نحو عواصِفِ الشَّغَف
اِعتَنِقِ الحُبَّ وعانقني في هِياجِ الجَوَى
اِطْوِ الخُطى، قَرِّبْ مسافاتِ اللِّقاء
إِكْسِرْ حَلَقاتِ الحَياءْ، عاشِرْ بَناتِ أفكاري
شارِكني تَفاصيلي السّاذَجة
تَنَزَّلْ على مَفارِقِ جَسدي
عَرِّجْ بأنامِلِكَ انسياباً إلى أخْمَصِ احتراقي
اِجْمَعْني لُغَةً وتقاسَمْني بِصَمْتٍ معَ الحروفِ العذراء
في أزمنةٍ لا يحُدُّها وَقت
حَرِّرْ قُبُلاتِكَ وأسْرِجْ هَواكَ يُراوِدْني…
سَهْمُ الوِصالِ فَتَّاكٌ، كَسِّرْ به رائحةَ شَعريَ المُبَعْثَر
وشَرِّعِ الأبوابَ على فراغِ شَهْقَةٍ أشُمُّ فيها عَبَقَ اللَّهْفَة
دَعْ ظِلَّكَ يَعْبُرُ طُرُقاتٍ فارقَتْها الخُطى إلى ليلٍ يَنْبُضُ بِصَمْتٍ
إلى أمكنةٍ بِلا مكان
فالرحلةُ ليست إلى وَراء…
*شاعرة وكاتبة