الجنبية اليمنية واتفاق غزة
يُشتهر اليمنيون بخنجر يتوسّط جنب كل منهم ويسمّونه بالجنبية كرمز للقوة، وقد تحول هذا الرمز إلى صورة تختصر نصرة اليمن لغزة في مواجهة حرب الإبادة والتجويع التي فرضت عليهم، في ظل صمت عالمي وعربي، حتى تحوّل اليمن الى أبرز مناصري غزة، بمواصلة استهداف العمق الإسرائيلي بالصواريخ والطائرات المسيّرة حتى دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، بعدما نجح بفرض حصار تجاري على الكيان عبر منع عبور السفن المتوجهة إلى موانئ الكيان عبر البحر الأحمر.
أوقف اليمنيون إطلاق النار مع بدء تطبيق وقف إطلاق النار في غزة، وفي ظل المخاوف من التلاعب الإسرائيلي بتطبيق الاتفاق والحديث عن احتمال إفشال تل أبيب للمفاوضات حول إنهاء الحرب، وبالتالي التسبب بتعطيل تنفيذ المرحلة الثانية، وتغليب فرضية العودة إلى الحرب، خصوصاً مع المعارضة المتصاعدة داخل الكيان لوقف الحرب، كان السؤال ماذا عن اليمن؟
القيادة اليمنية أجابت عن السؤال بالقول إنها لم توقف حصار السفن ولن توقفه وتتيح الملاحة عبر البحر الأحمر أمام السفن الممنوعة من العبور إلا عندما تكتمل عملية تطبيق كل مراحل الاتفاق، وقالت القيادة اليمنية إنها سوف تعود إلى عمليات استهداف العمق الإسرائيلي إذا عاد الإسرائيليون إلى الحرب على غزة ولم يُكملوا تطبيق الاتفاق.
شكّل اليمن ورقة غزة الرابحة لفرض التوصل إلى الاتفاق، عبر فرض معادلة تحدّ استراتيجي على واشنطن وتل أبيب مع شل كل محاولات إخضاع اليمن وإجباره على الانسحاب من حرب إسناد غزة، حتى صار التخلّص من الإحراج اليمني مشروطاً بالذهاب الى اتفاق مع المقاومة ينهي الحرب كي يوقف اليمن إطلاق النار.
الآن يشكل اليمن ضمانة لحسن تنفيذ تل أبيب للاتفاق وعدم التلاعب بمراحله، حيث تمثل الخشية من عودة الصواريخ والطائرات المسيّرة أحد العناصر الهامة في مناقشة وتقدير موقف قرار العودة إلى الحرب وفقاً لمعادلة ماذا سيفعل اليمن وكيف يمكن تحمل تبعات هذا الفعل، بعد الفشل المتكرّر بردع اليمن، رغم حجم المقدرات التي قام الأميركي بزجها في المعركة بهدف ربح المنازلة مع اليمن دون جدوى؟