هل تعود اللعبة الديمقراطية من جديد؟
كان وصول العماد جوزيف عون إلى قصر بعبدا حدثاً هاماً يبشّر بمستقبل واعد، ورؤية أخرى بعيدة عن المحاصصة، والتقليد، والعصبيات الحزبية. واكتمل هذا المشهد باختيار القاضي نواف سلام لتشكيل حكومة العهد الأولى.
ومع بدء المشاورات عادت الكتل النيابية وفي جعبتها الكثير من الحواجز، والشروط، ورمتها في سلة الاستشارات، وكأنّ لبنان الخارج من فراغ دستوري طويل الأمد، ومن حرب ظالمة دمّرت جنوبه، يعود إلى نقطة الصفر.
وأنا أعتقد أنّ الحلّ الوحيد يكون باختيار وزراء ذوي اختصاص، وكفاءة، وماض نظيف، خارج الاصطفاف الحزبي والتكتلي، وضمن قواعد الحصص الطائفية، وبعدها يتقدّم الرئيس المكلّف إلى مجلس النواب طارحاً الثقة بحكومته.
هكذا تبدأ الديمقراطية، فإنْ حصلت الحكومة المقترحة على الأكثرية يصبح حضورها دستورياً، ويتحوّل المجلس النيابي إلى كتلتين: واحدة مؤيدة، وأخرى معارضة، وتستقيم اللعبة الديمقراطية.